الاتجاه - متابعة

ما افصح عنه "روبرت مالي" المبعوث الاميركي في الشأن الايراني حول تداعيات اغتيال الشهيد سليماني شكل صدمة للداخل الاميركي وحلفاء الولايات المتحدة الذين يعلون عليها حيث قال بوضوح وبالحرف الواحد "اغتيال سليماني جعل اميركا اقل امنا والعالم في عجز امام ايران". هذا الكلام ليس تحليلا او سردا لصحفي حول هذه الحادثة المهمة بل كلمات صدرت من مسؤول اميركي تولى مناصب هامة في الادارات السابقة والحالية وهو اليوم يمثل بلاده في الملف الايراني قد اعترف بهزيمة بلاده الفاضحة امام ايران وانتكاستها الكبيرة لان ما خططت له ادارة ترامب من وراء اغتيالها للشهيد سليماني اعطت نتائج عكسية تماما فادارة  ترامب ارادت من وراء هذا الاغتيال اضعاف ايران واخضاعها وبالتالي جرها لمائدة المفاوضات النووية في فيينا فاذا بايران تصبح اكثر تشدداً واصلب عودا في المفاوضات لاستعادة حقوقها النووية وتعويضها عن الخسائر التي لحقت بها.

وبالطبع لم تتوقف الاوهام الاميركية عند هذا الحد، فقد تصورت انها وعبر هذا الاغتيال ستضعف الحشد الشعبي في العراق واذا به يقوى ويتماسك بشكل اكبر من قبل لدرجة ان القوات الاميركية اصبحت في حالة استنزاف وقلق مستمر نتيجة لتصاعد عمليات المقاومة العسكرية ضدها.

والهدف الاخر لهذا الاغتيال كان اضعاف المقاومة الاسلامية في لبنان وكذلك النيل من الصمود السوري فاذا بالنتائج اتت عكسية تماما حيث عادة المقاومة الى الميدان بشكل اقوى تجاه الاعتداءات الصهيونية التي ارادت كسر قواعد الاشتباك واذاب بها تثبت قواعد الاشتباك مع العدو من جديد.

ولا ريب ان اهم ما كان يؤرق الادارة الاميركية السابقة وكل الادارات بما فيها الحالية هو محاصرة الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة وقطع الامداد عنها لذلك تصور الارهابي الارعن ترامب بانه وعبر اغتيال الشهيد سليماني ستنكسر فصائل المقاومة وتشل يدها واذا بالعالم يتفاجئ بعمليات "سيف القدس" التي كسرت ظهر الكيان الصهيوني.

واما في اليمن السعيد فارادت اميركا من تغيب الشهيد سليماني اضعاف الجبهة اليمنية المتمثلة بالجيش وانصار الله لدفعها نحو الاستسلام الا ان هذه الجبهة عززت من مواقعها وارسلت قواتها الى محافظة مأرب ومن ثم طوقت المدينة وهي تمضي بمشاريعها العسكرية لمضاعفة قوتها الصاروخية ومسيراتها فيما يشهد التحالف السعودي مزيدا من التخبط والانكسار اليومي.

فعندما يعترف مسؤول اميركي بحجم  "روبرت مالي" باخطاء اميركا الفادحة تجاه ايران ويعبر عن عجزها فانه يعى ما يقول لانه يعرف ايران وقدراتها الرادعة وامكاناتها العظيمة في مقاومة الحظر وانواع الضغوط. لذلك ما قاله في هذا المجال هو رسالة للداخل الاميركي والمسؤولين وكذلك الكيان الصهيوني باننا عاجزون عن مواجهة ايران التي صغرتنا واذهبت هيبتنا أمام العالم والحلفاء.

المصدر: كيهان

MY