الاتجاه - مقالات 

بقلم .. قاسم الغراوي 

 ونحن نقترب بعد ايام من الانتخابات اورد لكم قصة متداولة فيها من الدروس والعبر حتى نتذكر و لاننسى اننا امام مفترق الطرق في تغيير الواقع السياسي الهش ، باختيارنا الصحيح المسؤول والواعي بعد التاكد من سيرة المرشحين ، لاننا سئمنا الفاسدين واللصوص الذين يمنون علينا  (متفضلين) باموالنا من ثروات وخيرات الشعب :

قبض الموظف الشريف راتبه ، وركب الباص المزدحم ليصل إلى بيته .. وكان هناك لصآ يراقبه ، ركب خلفه وسرق منه راتبه.. وعندما طلب الجابي ثمن التذكرة ، لم يجد الموظف في جيبه شيئاً ، فاحمر وجهه خجلاً ، وعقد لسانه ، فقال له الجابي مستهزئاً : من  العيب عليك لاتملك اجرة النقل وتحجز مقعد في الحافلة  وكانك محترم.. 

    فما كان من اللص الذي ضربته النخوة ، إلا أن قال للجابي :  انا اتكفل بدفع أجرة الأستاذ المحترم .

فابتسم الموظف الشريف وقال للحرامي :   

   الله يبارك فيك ويكثر من أمثالك ياشهم 

  وأخذ بعض الركاب يمدحون الحرامي ويثنون على أخلاقه العالية ويدعون له ولأمثاله بأن يبارك الله فيه ويزيد في أعدادهم واموالهم .  (1)

ومنذُ ذلك الحين وأعداد الحرامية بإزدياد لكثرة مدح الناس لهم  والدعاء ببقاءهم .

 والحرامي يسرق بهمة دؤوبة ..يكدح ويملي جيوبه .. يعرق ويرجي المثوبة ..ما يخاف من العقوبة ..صار في الصف الأمامي..احترامي للحرامي  (2)

اللصوص دائما يظهرون لنا بمظهر الشرفاء في المواقف وفي جيوبهم اموالنا وحتى نكشف كذبهم علينا ان نسألهم ؛ من أين لكم هذا المال وهذه الثروة التي جمعتموها ونحن نعيش الفقر والعوز وانتم تتصدقون علينا بفتات اموالنا التي سرقتموها من خزائن ثرواتنا التي انعم الله بها على بلدنا . واليوم عرفناهم بعد تجربة 

اعوام وتوضحت لنا صورهم واسماءهم  .

ايام وتفصلنا لنحدث تغييرآ في المعادلة السياسية ولانقبل مستقبلا ان يسود الفساد والسرقة باختيارنا النزيه والمهني والكفوء وحتى لا ينطبق علينا مستقبلا 

المثل القائل :  (من لحم ثورك اطعمك ) .

(1) قصة متداولة بين الناس . 

(2 )كلمات للشاعر عبد الرحمن بن مساعد