الاتجاه - مقالات 

بقلم .. زيد الحلي

اشار عليّ العديد من الاصدقاء ، حين اخبرتهم بعزمي الكتابة عن الدولار ، في خضم المطالبات بخفضه امام الدينار العراقي ، بعدم الخوض بهذه الجزئية في الظرف الراهن ، حيث تاهت الزوارق في نهر الآراء المتعددة ، بين مؤيد ورافض ، وقد غلبت على تلك الآراء صور المجاملات و( النغزات ) حسب طبيعة الميول والتوجهات المعروفة في الشارع السياسي .
من اطلاعي المتواضع ، على دراسات مالية واقتصادية رصينة واكاديمية ، ومناقشات مع نخبة من خبراء الاقتصاد ، ومشاركات في مؤتمرات متخصصة بالاقتصاد ، اقتنعت بأن العودة الى سعر الصرف السابق للدولار له تداعيات كبيرة وخطيرة ( داخليا وخارجيا )على مجمل الدورة الاقتصادية في العراق ، كونه يربك عمل الأسواق المحلية، و يلغي المكاسب التي حققها سعر الصرف الحالي ،
ورغم النيات الطيبة التي دعت الى عودة سعر الصرف الى سابق عهده ، ولا شك هي نيات ، تهدف الى كسر سدود ارتفاع اسعار السلع والمواد المتعلقة بمعيشة المواطن ، غير ان النتائج في رأيي على المدى المتوسط والبعيد ستكون عقبة كأداء على طريق النهوض الاقتصادي ، وفي توفير بنى تحتية صلدة تؤسس لمستقبل واعد ، كما تضعف مصداقية العراق امام العالم.
ان الاخبار المتناقضة ، والحوارات والطروحات المتباينة التي تنهال على المواطن حاليا ليل نهار في الاعلام ، بشأن الدولار و( الحدوتة ) التي لا نهاية لها (هل سينخفض ام يبقى ؟ ) جعلت المواطن يعيش قلقا واضحا في بيته ، وفي محل عمله وعند تبضعه وتزاوره ، وهو قلق اخشى ان يؤدي الى غياب الوعي الذاتي والموضوعي .. وبهذا الصدد ، يحدوني الأمل ان يصمد البنك المركزي العراقي على موقفه ، ونكف عن مناقشة هذا الموضوع ، ونتجه الى اصدار قوانين حكومية سريعة مقدور عليها ، تبعث الطمأنينة ، وتعيد الى المواطن ما فقده من مورده وراتبه في الفترة المنصرمة ، فبزيادة مفردات الحصة التموينية وثبات مواعيدها ، وزيادة اعداد المشمولين بالرعاية الاجتماعية ، والالتفات الى مئات الآلاف من العاطلين وتخصيص مبالغ ميسرة لهم تعينهم على العيش الكريم ، وتفعيل تسعيرة الدواء في الصيدليات ، وتوفيره في المستشفيات ، وخفض النفقات غير الضرورية للرئاسات والوزارات والهيئات ، وغيرها من الامور المعيشية ، هي الاهم في المرحلة الراهنة ..
لعن الله الدولار !