الاتجاه - متابعة

لم يحظ أي ممثل عن الكرة الإسبانية بالكرة الذهبية، فحتى في عام 2010، عندما وصلت إسبانيا إلى ذروة مجدها الكروي بالتتويج بكأس العالم في جنوب إفريقيا، لم يتمكن حاملا لواءها تشافي هرناندز وإنييستا، صاحب هدف الفوز في ملعب سوكر سيتي، من انتزاعها من ليونيل ميسي.

وفي عام 2024، ومع اقتراب إسبانيا مرة أخرى من المجد في بطولة أمم أوروبا، تظهر أسماء مثل رودري هيرنانديز وداني كارفخال كمرشحين للفوز بالجائزة، إلا أنها تظل أوهامًا بعيدة عن الواقع.

ذلك، لأن الكرة الذهبية هي في الواقع مجرد تسويق بحت، وفي هذا المجال، لا يمكن لأي لاعب إسباني أن يفوز، رغم أن رودري هو الذي يرفع علم إسبانيا بأدائه الرائع في بطولة أمم أوروبا، حيث يُعد المحرك لترسانة فريقه والنجم الأبرز في صفوفه، وقاد مانشستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى.

وقال رودري: "لا ألعب من أجل التسويق أو الجوائز الفردية، أدرك ما أنا عليه كلاعب وتجذبني الجوائز الجماعية أكثر".

هكذا علق بعد خيبة الأمل في آخر حفل لجائزة الكرة الذهبية في عهد ميسي الطويل، عندما سجل هدف الفوز بأول لقب "تشامبيونزليج" طال انتظاره لمانشستر سيتي، بالإضافة إلى الفوز بالبريميرليج وكأس الاتحاد الإنجليزي في نفس العام، حينها احتل المركز الخامس في ترتيب أفضل لاعبي العالم.

وقال مدرب المنتخب الإسباني لويس دي لا فوينتي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية: "رودري وكارفخال يفوزان بكل شيء منذ سنوات، يمكن أن يكونا اثنين من المرشحين، علاوة على ذلك، قد يكونا الأكثر استحقاقا".

والواقع أنه من حيث الألقاب التي تم الفوز بها والأداء، فبعد موسم فاز فيه بلقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد وسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا ليحقق اللقب الخامس عشر، سيتم اعتبار كارفخال من بين المرشحين للجائزة، إذا أكمل الحلقة بالتتويج ببطولة أمم أوروبا.

لكن، إمكانية الفوز بها سيكون من قبيل الخداع لنفسه، ولن يفكر حتى في الأمر لأنه يدرك أن أي لاعب في مركز الظهير الأيمن لن يحظى أبدا بالتقدير بجائزة مثل الكرة الذهبية.

ولطالما يراهن دي لا فوينتي على "المنتج الإسباني" وأبدى حزنه لأنه يتم في بلده إعطاء قيمة أكبر لما يأتي من الخارج أكثر مما يتم صنعه داخل الديار.

وقال: "هذه مشكلة في بلدنا. لاعبو كرة القدم الإسبان هم الأفضل في العالم. حان الوقت لقول ذلك دون خوف أو خجل أو عقدة بأننا في إسبانيا الأفضل في العديد من الأشياء، يجب أن نعترف باللاعبين الاستثنائيين ونقدرهم كما يستحقون من خلال الجوائز الفردية".

وتشير الحقيقة إلى أن جود بيلينجهام، إذا فازت إنجلترا بنهائي بطولة أمم أوروبا في الملعب الأولمبي في برلين، بعد عام أول قياسي في ريال مدريد، أو البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي قد يعاني من آثار مشاركة البرازيل المخيبة للآمال في بطولة كوبا أمريكا، سيكونان الأوفر حظًا للفوز بالجائزة.

وسيكون إلى جوارهما أسماء تحمل الطابع التسويقي الذي يفتقده رودري، رغم ابتعادهم عن أفضل مستوياتهم هذا الموسم، مثل كيليان مبابي أو هاري كين، وقد تتم إضافة اسم ليونيل ميسي في اللحظة الأخيرة إذا تمكن من أن يكون بطلا مرة أخرى مع الأرجنتين في كوبا أمريكا.