بغداد/ الاتجاه 
موجة العواصف الترابية الشديدة، تجبر الحكومة العراقية على تعطيل الدوام الرسمي في بغداد ومناطق متفرقة من البلاد.
ودائما ما تستثنى دوائر الصحة والأمن والخدمات من قرار تعطيل الدوام، الذي يعكس شدة وقوة العواصف التي تضرب البلاد، وفق ما يرى خبراء الطقس والمناخ.
رأي الخبراء
يصف الخبراء، العاصفة الترابية بانها عبارة عن كتلة هوائية باردة تندمج مع كتلة دافئة، وتهبط الأولى للأسفل وتدفع الكتلة الحارة للأعلى لتأخذ الغبار المصاحب، ويكون على ارتفاع 6 آلاف قدم تقريبًا، وهذا ما يسمى بالعاصفة الحمراء، اما سرعتها دائما ما تتراوح بين 50 إلى 100 كيلو متر، ومن الضروري الحذر من تأثيراتها في الجهاز التنفسي.
الوقوف على الاسباب
تتعرض البلاد بين الحين والآخر لتأثيرات العاصفة الإفريقية الحمراء، التي تضرب دول الجزائر وليبيا والصحراء الغربية ومصر ودول الخليج، ثم تدخلت العراق من مختلف الاتجاهات(وفقا للخبير في الزراعة إياد احمد).
"لا يمكن الحدّ من قوة العاصفة الحمراء لأنها تأتي من عدة دول،  وأن سببها المباشر هو ظاهرة الاحتباس الحراري، والتغيّر المناخي الذي تسبب في قلة الأمطار، وزيادة المساحات التي لا تحتوي على غطاء نباتي بسبب الجفاف".
وأشار أحمد إلى أن "العواصف بالعراق وفي ظل الظروف الجوية الحالية قد تحدث كل 10 أيام، ومن الممكن أن تقل الفترة أو تزيد تبعًا لعوامل الكتل الهوائية وسرعة الرياح"، موضحًا أنه وبحسب المعلومات الموجودة فإن "العواصف الترابية من الممكن أن تتوقف نهاية شهر يوليو تقريبًا، ومن ثم تعود مرة أخرى في سبتمبر".
وبحسب بيانات هيئة الانواء الجوية والرصد الزلزالي العراقي فان "تكرار العواصف الترابية في العراق مرتين أو ثلاث خلال العشرة أيام الماضية، هو شيء غير معتاد، خصوصًا أن العواصف أصبحت أكثر حدة وبقدر غير مسبوق، ما أوقع حالات اختناق للعديد من المواطنين، ودفع لاتخاذ قرارات بغلق المواني البحرية، وتعطيل الامتحانات".
عوامل جغرافية
ويعزو مراقبون مختصون ارتفاع حدة الموجات الرملية إلى اتساع التصحر جراء موجة الجفاف التي تعيشها البلاد.
هذه المعلومات ادلى بها الخبيرفي شان البيئة الدكتور محمد عبد الموجود، التي زاد فيها "وسبب ارتفاع الموجات الترابية نتيجة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، فضلًا عن التغيرات المناخية العالمية التي يشهدها العالم"، واشار الى ان "العراق يصنف ضمن الخمسة دول الأكثر تأثرًا".
عبد الموجود حذر الحكومة بالقول: "البيئة العراقية في صدد الانهيار، وعلى مدى العقود القليلة الماضية، تراجع وضع البيئة العراقية بمعدل خطر جدًا، وأصبحت آثار هذا التراجع واضحة خاصة منذ عام 2003.. أصبحت البلاد الآن عرضة للجفاف والتصحّر، والعواصف الترابية والفيضانات المدمرة".

غياب الاجراءات الرسمية
يتخوف الخبراء في البيئة، من موقف الحكومة العراقية، ويصفونه بـ"المستغرب والمستهجن"، وعليها وفقا للخبير  "تنفيذ خطة استراتيجية سريعة تقلل مضار العواصف، والتركيز على تغيير الية استخدام المياه في الزراعة بسبب الجفاف وقلة الامطار وحرف مسارات نهري دجلة والفرات من بلدان المنبع في دول الجوار العراقي".
ووفقا لوكيل وزارة الزراعة، ميثاق عبد الحسين فإن هناك اسباب وراء غياب الاجراءات الحكومية تتمثل بـ:.
-    قلة التخصيصات المالية
-    تأخر إقرار الموازنة العامة للبلاد
-    تأخر تنفيذ بعض الخطط الخاصة بمكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية
-    شح الأمطار أدى إلى جفاف وقلة في الغطاء النباتي
-    الارتفاعات العالية للعواصف الغبارية
تحذيرات دولية
وفي نوفمبر الماضي، حذر البنك الدولي من انخفاض بنسبة 20 في المئة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.
وأوضح في بيان رسمي أن "هناك 3 عوامل مباشرة أثرت وأدت لتكرار العواصف الترابية وزيادة التصحر، تمثلت بقلة الأمطار، وقلة الموارد المائية من بلدان منبع نهري دجلة والفرات، وخفض الخطة الزراعية".
وشدد على أن هذه العوامل الثلاثة "ستلقي بتأثيراتها على الغطاء النباتي، واستمرار شح المياه سيؤثر مباشرة على الخطط الزراعية واستدامة الأحزمة الخضراء".
وتابع أن "مشكلة قلة الأمطار هي الأكبر، وساهمت في قلة المناطق الرعوية، وفقدان الطبقة الصلبة التي تغطي الأراضي الصحراوية، مما جعلها عرضة لعوامل الرياح واتساع العواصف الغبارية".