الاتجاه/ متابعة 

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن شركة بريطانية مقرها مقاطعة أكسفوردشير جنوب شرقي إنجلترا، سوف تجري قريباً تجارب سريرية على لقاح من الجيل الثاني ضد مرض كوفيد-19، وهو عبارة عن رقعة لاصقة توضع على الجلد بسهولة، ويستخدم "الخلايا التائية" لقتل الخلايا المصابة، ويمكنه أن يمنح مناعة لمدة أطول مما تمنحه اللقاحات الحالية.

وتعد الخلايا التائية نوعاً من خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى ومسببات الأمراض.

ومن المقرر أن يعمل اللقاح، الذي تطوره شركة Emergex، على تنشيط الخلايا التائية؛ حتى تتمكن من اكتشاف الخلايا المصابة بسرعة وتدميرها، وبالتالي منع تكاثر الفيروس وانتشار المرض.

وبينما تلتصق الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الحالية بالفيروس وتمنعه من أن يعدي الخلايا، فإن الخلايا التائية تعثر على الخلايا المصابة وتدمرها. صحيحٌ أن هذه اللقاحات الأخرى، مثل فايزر-بيونتيك وأوكسفورد-أسترازينيكا، تنتج كذلك استجابة للخلايا التائية، لكنها تكون استجابة ذات نطاق أقل.

فيما تلقت الشركة، التي تأسست في بلدة أبينجدون بمقاطعة أكسفوردشير عام 2016، الضوء الأخضر من جهات تنظيم الدواء السويسرية لإجراء تجارب مبدئية بشرية في مدينة لوزان، تتضمن 26 شخصاً سوف يحصلون على جرعة عالية ومنخفضة من لقاح كوفيد-19 التجريبي بدءاً من 3 يناير/كانون الثاني. ويتوقع الحصول على النتائج المؤقتة من التجربة في يونيو/حزيران القادم.

وبحسب صحيفة الغارديان، سوف يُعطى هذا اللقاح في النهاية في صورة لاصقة على الجلد في حجم ظفر الإبهام يمتلئ باطنه بالإبر الدقيقة التي تطلق الجرعات في غضون ثوانٍ. ويمكن أن تستمر صلاحيته لما يصل إلى 3 شهور في درجة حرارة الغرفة، عكس الجرعات الأخرى التي تحتاج إلى تخزينها في ثلاجة أو مجمد.

وهذا اللقاح المرتقب يعد من بنات أفكار البروفيسور توماس راديماكر، الرئيس التنفيذي للشركة والأستاذ الفخري في الطب الجزيئي لدى مدرسة الطب بكلية لندن الجامعية.

من جهته، قال روبين كوهين، كبير الموظفين التجاريين بشركةEmergex) ) ، "هذه هي المرة الأولى التي توافق فيها جهة تنظيمية على بدء التجارب السريرية للقاح كوفيد يكون هدفه الوحيد إنتاج استجابة للخلايا التائية في غياب استجابة الأجسام المضادة، وهذه الخلايا التائية تبحث عن الخلايا المصابة وتقتلها".

كوهين استخدم تشبيه اصطدام كويكب بكوكب، وقال: "الفيروس هو الكويكب: ينطلق نحو الكوكب ويُعرض الكود الفيروسي، أي توقيع ذلك الفيروس، بسرعةٍ في جميع أنحاء السطح. تقرأ الخلايا التائية هذه التوقيعات على أنها أجنبية، وتقتلها الخلايا التائية قبل أن تتمكن من إنتاج فيروسات حية جديدة". 

يشار إلى أن اللقاحات الحالية لكوفيد-19 تستثير استجابة أجسام مضادة تضعف مع مرور الوقت، مما يعني أن الأشخاص يحتاجون إلى جرعات تعزيزية للإبقاء على الحماية ضد الفيروس.