الاتجاه - متابعة 

يبدو ان الحزب الديمقراطي الكردستاني يحاول مساومة الحكومة المركزية بتهديد الوضع الأمني لمحافظة كركوك بوجوده السياسي والمُسلح في مركز العمليات المتقدم بكركوك من خلال نشر جماعات مسلحة في اطراف المحافظة لخلق التوتر وتنفيذ مخططات للإخلال بالوضع الأمني مجدداً.

فكرة الانفصال والاستحواذ على كركوك بعيدا عن المركز مازالت تراود حزب بارزاني بالرغم من المحاولة الفاشلة السابقة التي حدثت في عام 2017، لكن الامر الخطير هذه المرة هو التعامل المسلح الذي قد يؤدي الى انزلاق الأوضاع في حال التصادم مع باقي المكونات بالنظر الى الاستفزازات الكردية التي يمضي بها البارتي بعد الرفض الشعبي والسياسي لعودته الى محافظة كركوك.

وبالحديث عن هذا الملف، حذر المتحدث باسم تحالف العزم عزام الحمداني، من تحول القرارات الكردية السياسية الى ادخال الجماعات المسلحة بالمتمثلة بالبيشمركة والاسايش الى كركوك، فيما اكد على ضرورة مسك زمام الأمور من الحكومة المركزية فقط.  

وقال الحمداني ان "عملية فرض القانون في المحافظة ستحد من توسع الوجود المسلح للحزب الديمقراطي الكردستاني"، مشيرا الى ان "حكومة بغداد لديها تجربة سابقة بشأن محاولة الاستحواذ على كركوك في الفترة السابقة".

واضاف ان "هنالك أهمية خاصة للمحافظة بالنظر لما عانته في المرحلة السابقة من صراع سياسي أيضا"، داعياً "الجهات المعنية الى ضرورة مسك زمام الأمور من الحكومة المركزية فقط".

وبشأن مساع حكومة كردستان بإعادة المظاهر المسلحة في كركوك، يؤكد الحمداني: ان "استمرار الوضع كما هو الان سيفضي بالتحول من القرارات السياسية الى ادخال القوات المسلحة بالمتمثلة بالبيشمركة والاسايش الى كركوك". 

الى ذلك، اعتبر الخبير الامني والعسكري عقيل الطائي، ارسال حكومة إقليم كردستان جماعات مسلحة على حدود كركوك بانها رسالة تهديد غير مباشرة من بارزاني، فيما اكد ان ازمة كركوك مفتعلة من قبل الإقليم بالتزامن مع الانتخابات المحلية.

وذكر الطائي إن "الحكومة مطالبة بتوفير الامن لهذه المحافظة بالطرق الطبيعية لحماية امن المواطن من اي اعتداء داخلي او تهديد خارجي"، داعيا الى " ضرورة إبقاء كركوك كمحافظة عراقية ترتبط بالمركز اداريا وامنيا واقتصاديا".

وتابع انه "على الحكومة ابعاد ملف كركوك عن الصفقات السياسية او المجاملات الحزبية لمنع الاخلال بالوضع الأمني المستقر"، مشيرا الى انه "يجب مهاجمة هذه العصابات المسلحة والقاء القبض عليهم مهما كان غطائهم السياسي".

وبشان تواجد خلايا داعش في كركوك حذر الطائي: ان "ارسال عصابات مسلحة الى اطراف كركوك في هذه المناطق التي تعاني من تواجد عصابات لداعش الإرهابي مسألة خطيرة جدا، بالنظر الى التوترات التي حدثت في الفترة الحالية".

وتعمل حكومة كردستان منذ فترة على نشر جماعات مسلحة في اطراف كركوك، فضلا عن الدفع بالمواطنين بالقوة الى الخروج بتظاهرات لتأزيم الوضع من جهة، ومساومة حكومة بغداد من جهة أخرى، خصوصاً بعد الاستقرار الذي شهدته المحافظة بين المكونات بعد اخراج البارتي من المحافظة بعد محاولة الانفصال الفاشلة.