الاتجاه - متابعة 

القمر الاصطناعي أو الساتل الفضائي هو جهاز مصمم ومصنع للعمل في الفضاء الخارجي حول الأرض أو حول كواكب أخرى. يقوم هذا الجهاز بأداء مهام متنوعة تشمل الاتصالات، ودراسة الطقس، والملاحة، والمراقبة العسكرية، ومهام أخرى. تعتبر الأقمار الاصطناعية تحفة تكنولوجية تقدم العديد من الفوائد والتطبيقات في مجموعة متنوعة من المجالات.

كيف يمكن الاستفادة من الأقمار الصناعية في الحروب؟

استخدام الأقمار الصناعية في الحروب والنزاعات أصبح أمراً حاسماً في العصر الحديث. توجد العديد من التأثيرات التي أحدثها استخدام الأقمار الصناعية في مجالات الحروب والنزاعات. 

بدايةً، يمكن القول إن الأقمار الصناعية ساهمت بشكل كبير في تحسين جودة ودقة جمع المعلومات والاستخبارات العسكرية. توفر هذه الأقمار صوراً فضائية عالية الجودة وبيانات محددة تمكن من تحليل تحركات القوات المعادية بدقة كبيرة.

يمكن استخدام المعلومات الواردة من الأقمار الصناعية في مراقبة القوات العسكرية، وتحديد المواقع الاستراتيجية للأعداء، وتقدير قدراتهم ونياتهم.

فضلاً عن ذلك، يمكن استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة الأنشطة الجوية والبحرية والبرية، مما يسهم في الرصد المستمر للتحركات العسكرية. هذا يعزز من قدرة الدول على اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتكتيكية بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة.

إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الأقمار الصناعية لجمع الاستخبارات الاستراتيجية، مما يشمل مراقبة وتحليل أنشطة الأعداء والتوصل إلى معلومات حساسة. هذا يعزز من الأمن الوطني والقدرة على التصدي للتهديدات العسكرية بفعالية.

من ناحية أخرى، يمكن استخدام الأقمار الصناعية في مراقبة الأهداف وتحديث مواقعها بشكل دوري، مما يسمح بضبط الأسلحة وضبطها بدقة أثناء تنفيذ العمليات العسكرية. وهذا يساهم في تحسين الفعالية القتالية وتقليل الأخطاء البشرية.

يعد تطور نظم الملاحة وتحديد المواقع باستخدام الأقمار الصناعية إحدى الفوائد الرئيسية لاستخدام هذه التكنولوجيا في الجوانب العسكرية.

فالأقمار الصناعية تقدم تحديداً دقيقاً للمواقع ونظم الملاحة، مما يمكن القوات العسكرية من تحديد مواقعها بدقة ومتابعة تحركات القوات المعادية بفعالية.

هذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين التنسيق بين القوات العسكرية وضمان تنفيذ العمليات العسكرية بشكل أفضل وأكثر فعالية. يمكن للأقمار الصناعية أيضاً توفير بيانات دقيقة عن المناطق المستهدفة والمسارات المخططة للعمليات العسكرية، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة وتحقيق أهداف الأمان الوطني.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام نظم الملاحة المحسنة لتحديد مواقع القوات الصديقة والأعين الساهرة على المراقبة والتحكم في تنفيذ العمليات. هذا يزيد من القدرة على تنسيق العمليات العسكرية وتحقيق الهدف المرجو.

وعطفاً على ذلك، مثل الأقمار الصناعية أداة قوية لرصد التغيرات في البيئة والأحوال الجوية. فهي توفر بيانات دقيقة عن حالة البيئة والتقلبات الجوية، مما يمكن القوات العسكرية من اتخاذ التدابير الوقائية والتحضير للتحديات البيئية والجوية بفعالية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة تغيرات المناخ والتوقعات الجوية. هذا يتيح للقوات العسكرية التخطيط لعملياتها بناءً على الظروف البيئية المتوقعة.

كما يمكن استخدام هذه المعلومات لتقديم المساعدة في حالات الكوارث الطبيعية والتصدي للأحداث البيئية المؤثرة على الأمن القومي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن رصد التغيرات في البيئة مثل تغيرات في الغطاء النباتي والموارد المائية والأراضي. هذا يمكن أن يساعد في تحليل الأثر البيئي للعمليات العسكرية واتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على البيئة

الكيان الإسرائيلي ومنظومة الأقمار الصناعية الجديدة
أطلقت "إسرائيل" قمراً صناعياً جديداً للأغراض العسكرية يسمى "أفق 13" في 30 مارس 2023. ويختلف القمر الصناعي الجديد عن الأقمار الصناعية الضوئية السابقة من عائلة "أفق" في اعتماده على نظام الرادار، مما يعني أنه يمكنه التقاط صور في أي وقت من اليوم وفي أي طقس، حتى في الظلام أو خلال تساقط الثلوج أو هطول الأمطار.

يدور القمر الصناعي "أفق 13" حول الأرض مرة كل 90 دقيقة، ويقع مداره فوق سوريا وإيران. من المتوقع أن يظل القمر الصناعي "أفق 13" في الخدمة لعقود، مما يمنح إسرائيل ميزة استخباراتية كبيرة.

يمكن للقمر الصناعي "أفق 13" أن يساعد إسرائيل في:

·  مراقبة الأنشطة العسكرية والسياسية و الاقتصادية في أراضي فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان وإيران.

· تتبع الأنشطة المسلحة في المنطقة.

·  مراقبة الأنشطة البحرية في البحر الأبيض المتوسط.

طوفان الأقصى وكسر التكنلوجيا العسكرية... بما فيها تلك الأقمار الصناعية

مما لا شك به، أنَ ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 سيكون مادة دسمة تدرس في مدارس المقاومين، ليس فقط من باب الحث على المثابرة والجهاد والثبات والسعي وراء الهدف إنما أيضاً من الأبواب الواسعة للتكنلوجيا البسيطة التي استخدمت لكسر تلك المستخدمة من قبل الكيان والتي يعتبرها فخر صناعته.

فجر 7 تشرين الأول/أكتوبر، سقطت كل تلك التكنلوجيا المراقبة، تلك الثابتة على الأرض وتلك ايضا العائمة في الفضاء. ببساطة، سرعة المقاومين على الأرض والإجهاز على الفرقة العسكرية في غلاف غزة بشكل سريع جداً، أحبط أي امكانية للإستفادة من المراقبة والاستطلاع. اضافة إلى ذلك، تمويه المقاومين لحركتهم وتدريبهم في ما سبق 7 أكتوبر، ضلل تلك الأنظمة التحليلية للبيانات الآتية من كل تلك الأجهزة المراقبة والتجسسية.

غزة تقاوم عيون المراقبة والتحكم
مما لا شك به، أنّ العدو الغاشم ومن معه من القوى العظمى يحاولون استخدام كل ما هو ممكن لتحقيق أي انتصار وان كان وهمياً في عمليات التوغل البري في قطاع غزة وان كان محرماً دولياً.

من هنا نرى، استخدمت ما يسمى بالقنابل والصواريخ الذكية التي تستخدم بتوجيه وتحكم من الأقمار الصناعية، ناهيك عن التقاط وتحليل كل ما هو صورة متحركة ومتغيرة على ارض غزة الثائرة.

إلى ذلك، هناك العديد من الإشارات والتعليمات الآتية لحظة بلحظة والتي تحاول حماية الجنود على الأرض من خلال التعليمات من تحليلات صور الأقمار الصناعية وما تحلله أيضاً من أصوات آتية مباشرة في هواء غزة أو من الهواتف الخلوية.

كل هذا مسخر للعدو، والنتيجية مقبرة لفخر صناعتهم الميركافا،والنتيجة مقاوم يخرج بلحظة يقصفهم بقذيفة ياسين المحلية الصنع فيسحقهم، والنتيجة شاب مغوار يعلو آلياتهم وبكل هدوء يضع قليلاً من المواد المشتعلة ويولعها.

وفي النهاية مما لا شك فيه أنّ استخدام الأقمار الصناعية في الحروب والنزاعات يعكس التقدم التكنولوجي الكبير في هذا المجال وأهميته الاستراتيجية في تحسين الأداء العسكري والحفاظ على الأمن القومي. ولكن كل تكنلوجيا ومهما كانت متطورة، تبقى ضعيفة أمام أي ارادة حقيقية بالمقاومة، ولا سيما أن هذه المقاومة تمتلك المعرفة التكنولوجية اللازمة، وتعرف كيف يمكن توظيفها وكيف يمكن تعطيلها. 

ستبقى غزة مدرسة في الإباء، بأنها دمرت بإرادة صلبة جيش يتباهى بأهم تكنلوجيا متطورة في العالم لكن دون شيء من ارادة يتربى عليها الغزاويون.