الاتجاه - متابعة

بقلم: محمود الهاشمي 

في جلسة جمعتنا مع احد قادة (الاطار التنسيقي  ) بعد (اشهر قليلة ) من عمل حكومة السيد محمد شياع السوداني قلت له (لايجوز ان تبقى هذه الحكومة تعمل بلا هوية سياسية )!

لم الق جوابا حتى اللحظة ،والسبب ان (الاطار التنسيقي )الذي شكل الحكومة يضم مجموعة احزاب وكتل وتيارات ،وهذه الكتل مختلفة التوجهات وقادتها ليسوا على قلب واحد في الراي والتوجه .

لكن هذا لايلغي ان نؤكد ايضا بان مزاجهم العام (مقاوم )وبالضد من (تواجد  الاحتلال و(اسلامي)!وهذه (العناوين) المشتركة كافية لكتابة وثيقة عمل يتفق عليها الجميع تضبط (عمل الحكومة )داخليا وخارجيا .!

ان اي حكومة تعمل بلا استراتيجية سياسية سيتداخل عملها ويضطرب وتكون سببا في تفكك الكتلة التي شكلتها .

ان معظم نشاط الحكومة (الخارجي)يُغطى بعد انتهاء المهمة الخارجية ،ببيان (نؤيد اجراءات الحكومة )لاشك هذا لايكفي لان اداء الحكومة يجب ان يخضع لاستراتيجية

والى مشاورات دائمة ،مع الجهة التي رشحته .

لايجوز (العذر) بان رئيس الحكومة تصرف (بشكل فردي) فاداء الحكومات انعكاس لسياسة الحزب الحاكم.!

وتتحمل الكتلة التي رشحت رئيس الوزراء كافة المسؤولية ولايحق لها التنصل عن حقيقة عملها .

ان نجاح اداء الحكومة يمثل نجاحا للاحزاب المرشحة ورافعة مهمة لها في الانتخابات 

امام الشعب ، وهذه المعادلة بين الحكومة والحزب الحاكم يجب ان تكون معلومة لدى كل الاطراف .

في الدورات التشريعية السابقة كانت هناك اعذار للاحزاب المشاركة بالسلطة باعتبار ان (نظام المحاصصة )يفرض مشاركة الجميع بالحكومة وبذا يصعب محاسبة جهة بعينها ،اما في هذه الدورة (الحالية)فان (الاطار التنسيقي )هو الغالب اولا وثانيا منح رئيس الوزراء فسحة او حرية الاختيار لافراد حكومته  .!

ان اول ملاحظة رافقت عمل الحكومة الجديدة كانت بشان التساؤل عن (سر الاجتماعات الخمسة )بين رئيس الوزراء 

وبين السفيرة الاميركية وفي مدى (45)يوما فقط وسبقها بثلاث اجتماعات قبل تسلمه المنصب ! لاشك ان الجواب (مبهم )فالسيد رئيس الوزراء علق على ذلك (نحن من دعونها لشؤون تحص مصلحة العراق)! واخر قال (قلق اميركي )وووالخ لقد نسوا جميعا ان هذه اللقاءات فتحت الباب للقاء باغلب  قيادات الاطار  والوزراء ورؤساء المؤسسات 

والعشائر وسوح الرياضة والمطاعم ومازال الباب مفتوحا في وقت كانت هذه السفارة ببغداد (الاميركية )هدفا لصواريخ المقاومة لانها "غرفة عمليات "كل الازمات بالعراق .

وليس غريبا ان البعض من الذين التقتهم (السفيرة )مازالوا يحفظون عبارات الاعجاب التي قالتها فيهم،كدلالة على (نجاحهم ) !

المهم ان الحكومة تحركت شرقا وغربا والتقى رئيس وزرائنا بالرئيس الاوكراني زيلنسكي اثناء (حضوره ) الى القمة العربية وبقي الاعلام يتساءل عن سبب اللقاء ،وجدواه وهل يزعج ذلك الاصدقاء الروس ام لا !وهل نحن مع جهة بالحرب ؟

مازالت حجرة العلاقات الخارجية للعراق تددهده حتى توقفت عند مشروع (القناة الجافة )حيث انقسم الاطاريون مابين داعم للمشروع وذام له باعتبار انه اقل نفعا من (طريق الحرير )وفيه انزياح باتجاه الغرب اكثر من الشرق .! واخطر مافي هذا الانقسام ان نواب (عصائب اهل الحق )بالبرلمان هم الاكثر اعتراضا على مشروع القناة الجافة (طريق التنمية) وارتفع منسوب اتهامهم للحكومة انها تطبق (مشروعا امريكيا).

فيما كتلة (بدر )ومنهم وزير النقل يعتبرون (القناة الجافة )انجازا حضاريا كبيرا .

كتلة (حقوق )الاشد اعتراضا وصولا لدعوتها الى (التظاهر )!

من الواضح ان (المعركة السياسية )بين جبهتين (الغرب والشرق )(امريكا  والصين) ولذا فان تفسير لقاء السيد رئيس الوزراء بالرئيس الاوكراني تقع في هذا الاتجاه .!

ان اعلان(صادقون) بالوقوف ضد مشروع (القناة الجافة) واتهام الحكومة بانها تعمل باجندة اميركية يؤكد لنا ان السيد رئيس الوزراء يتحرك دون استراتيجية واضحة ولم يستشر احدا من الاطار التنسيقي في اي تحرك قام به وحتما ستكون هناك (خلافات) خطيرة بالمستقبل .ونقول (خطيرة )لان (المناكفة)تعدت اللقاءات والاجتماعات الى (منصات الاعلام) فحتما ان الاخوة بالعصائب كان لهم (راي) بـ (القناة الجافة) وبشؤون اخرى وحين عجزوا عن ايجاد من يصغي لها اختاروا (الاعلام)والسؤال :-وماذا بعد ؟

الم نخبركم من قبل ان (الحكومة بلا هوية )!