بغداد/ الاتجاه

تراجع الواقع الصحي في مدن كردستان، اضحى مشكلة رئيسة لدى الاسر، خاصة الفقيرة التي تعاني من عدم اهتمام المسؤولين، وتواجه الامراض التي تظهر في مناطقهم السكنية باستخدام الادوية البسيطة التي يمتلكونها من دون استشارة الاطباء.

وفي العام 2021 عانت قرية (دوله رقه) في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق من ظاهرة غريبة، زادت حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد معدلات الجفاف جراء قلة تساقط الأمطار، حيث انتشرت حشرة البرغوث التي تلتصق بأجسام البشر وتُسبب الكثير من الأمراض -كالحساسية- بين السكان المحليين.

الهروب

دفع انتشار حشرة البرغوث بهذا الشكل معظم سكان قرية "دوله رقه" التابعة لقضاء رانية إلى هجرتها وترك منازلهم والانتقال للعيش في مناطق أخرى، بعد أن عجزوا عن ممارسة حياتهم اليومية من الزراعة وحلب المواشي التي يعتمدون عليها بشكل أساسي في تأمين قوت يومهم.

يقول حسام فاهم انه يعيش منذ ولادته قبل 41 عاما في هذه القرية وهو اول مرة يشاهد انتشارا لهذه الحشرة بهذا الشكل، وسيضطر لترك القرية، لانه يخشى على ابناءه من الاصابة بأمراض مختلفة تسببها هذه الحشرة.

ظاهرة غريبة

"لم تواجه القرية طوال 100 سنة الماضية حالة مماثلة لانتشار البرغوث"، كما يقول مسؤول البلدية بسام حامد، لكن "السبب هو الجفاف الذي ضرب هذه القرية نتيجة قلّة تساقط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة".

وحشرة البرغوث صغيرة الحجم لا أجنحة لها، ويبلغ طولها من 1 إلى 4 مليمترات، وتكثر داخل الشقوق وعلى الأرضيات المهملة والقذرة، وتُعد ناقلة لأمراض خطيرة نظرًا لأنها تعيش على الدماء، بما في ذلك الإنسان والحيوانات البيتية، وتتحول لدغاتها إلى بقع حمراء مرتفعة قليلا، وتكون مثيرة للحكة(وفقاً لدائرة صحة السليمانية).

مرض جديد

وفي انتشار جديد للاوبئة، أعلن الدكتور بشدر عبدالله مدير مستشفى (الدكتور جمال أحمد رشيد) للأطفال في محافظة السليمانية، إدخال أعداد كبيرة من الأطفال بسبب الإسهال والقيء إلى قسم الطوارئ في المستشفى، وقال أيضا "نحن الآن في ذروة الوباء".

وذكر عبدالله في مؤتمر صحفي، إن "حالات الإسهال والقيء تشهد ارتفاعا في السليمانية، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر"، مردفا بالقول إن "أعداد المصابين كبيرة جداً، ولغاية الآن تم إدخال حوالي 140 طفلا مصابا إلى المستشفى".

وأوضح أن من بين هذا العدد 122 طفلاً يرقدون في قسم الطوارئ من بينهم 95 مصابا بالإسهال والقيء المتفشي حاليا، وبعضهم مصاب بمرض فيروسي، والبعض الآخر بالطفيليات، والبعض لديه حساسية تجاه بعض أنواع الطعام.

كما أشار مدير مستشفى الأطفال بالسليمانية إلى أن هذه الحالات كانت محتملة في السابق، ومن بعد تفشي فيروس كورونا هذا أكبر عدد يتم إدخاله إلى المستشفى ولأول مرة في السنوات الثلاث الماضية يتم تسجيل هذا العدد الكبير من المرضى.

عبد الله توقع أيضا زيادة عدد الأطفال المصابين بهذا المرض، قائلا: "قد نكون في الذروة حاليا"، مردفا بالقول إنه "من المتوقع حدوث موجات أخرى من المرض خلال موسم الصيف الحار".

وقال أيضا إن "خطر الإصابة بمرض الكوريا دائما يحدق بنا لذلك نقوم بأخذ عينات فحص لهذا المرض من معظم الأطفال المصابين ولكن لغاية الآن لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بالكوليرا".