بغداد/ الاتجاه    
جذب مرض الحمى النزفية الانظار من كوفيد 19 في العراق، ففي كانون الثاني الماضي سجلت وزارة الصحة 111 اصابة بين البشر بالمرض، بضمنها 19 حالة وفاة.


وبحسب بيان لوزارة الصحة فان آخر حصيلة رسمية مسجلة لديها لمرض الحمى النزفية هي 170 إصابة بين المواطنين، إلى جانب تسجيل 31 حالة وفاة بهذا المرض، وتعتبر هذه الحصيلة هي الأعلى من حيث الوفيات التي يسجلها العراق بالسنوات الخمس الأخيرة.


مرض قديم
في السنوات الماضية، "كانت الحالات التي تسجل لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة سنوياً"، بحسب مدير شعبة السيطرة على الأمراض داخل دائرة الصحة في محافظة ذي قار الجنوبية حيدر حنتوش.


ورجح مسؤول في وزارة الصحة العراقية ارتفاع عدد الوفيات بسبب خطورة بعض الحالات التي أدخلت المستشفيات باليومين الماضيين، مؤكداً أن الوفيات المسجلة كانت لأشخاص على تماس بتربية المواشي والرعي ومحلات الجزارة وتقطيع اللحوم.


وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحدث انتقال الحمى النزفية (حمى القرم- الكونغو) إلى الإنسان "إما من طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة".


تاريخ المرض
اكتشف الفيروس للمرة الأولى في عام 1979 في العراق، وهو يسبب الوفاة بنسبة ترواح بين 10 و40 في المئة من الإصابات. وبحسب منظمة الصحة العالمية، "ينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى".


وفي عام 2021، سجلت محافظة ذي قار 16 إصابة بينها 7 وفيات، في حين تسجل المحافظة هذا العام 43 إصابة بينها 8 وفيات. وأكثر المصابين من مربي المواشي والقصابين، وفق السلطات.


ويعزو ممثل منظمة الصحة العالمية، أحمد زويتن، هذا الارتفاع في أعداد الإصابات إلى "فرضيات" عدة.


يشير إلى غياب حملات التعقيم التي تجريها السلطات للحيوانات خلال عامي 2020 و2021، بسبب الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا. وبالنتيجة، "نمت أعداد الحشرات".


ويشرح المتخصص أن "تكاثر الحشرات" بدأ هذا العام بشكل مبكر، "قبل نحو أسبوعين أو ثلاثة" من العادة. ويرجع الارتفاع "بحذر شديد بجزء منه إلى الاحترار المناخي الذي تسبب بتمديد لفترة التكاثر عند الحشرات".


الزراعة تتعذر
حددت وزارة الزراعة السبت الماضي، اربعة عوامل ساهمت بارتفاع الإصابات بالحمى النزفية، تتمثل بقلة الكوادر البيطرية واستمرار الجزر العشوائي داخل المدن وعدم الاهتمام بنظافة الحظائر الحيوانية، فضلاً عن تقليص الدوام الرسمي ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، في بيان إن الوزارة لديها تواصل مع جميع مربي الحيوانات، وهناك فرق جوالة في جميع أنحاء البلاد لمكافحة المرض ومنع وصوله إلى الانسان.


وخلال الأسابيع الأخيرة نفذت الفرق الصحية حملة واسعة لإغلاق الحظائر والمقاصب العشوائية غير المرخصة في عموم مدن البلاد، للحد من تفشي مرض الحمى النزفية.


خسائر بالملايين
بالمقابل يطالب مربو المواشي بتعويضات عن خسائر لحقت بهم خلال الفترة الماضية وهي بمئات ملايين الدنانير، جراء اضطرارهم لنقل مواشيهم واستئجار أماكن لها وإتلاف الأعلاف المجهزة مسبقا لها.


وتعزو وزارة الصحة استمرار تسجيل الإصابات اليومية بالحمى النزفية إلى تربية المواشي في الأماكن السكنية، وضعف التعقيم والإجراءات الوقائية المتبعة من قبل مربي المواشي، فضلاً عن ضعف إجراءات الفحص للمواشي القادمة من خارج البلاد.


والحمى النزفية مرض فيروسي، ينتقل عبر المواشي للإنسان، ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص لآخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40% بحسب منظمة الصحة العالمية.


ومن أعراض المرض، ارتفاع درجة الحرارة لدى المصاب، ونحول عام، آلام في العضلات، غثيان وتقيؤ، وظهور البقع النزفية تحت الجلد وأماكن زرق الإبر وفي الفم والأنف بعد خمسة أيام من المرض، والمعدل العام لحضانة المرض من يوم واحد الى 14 يوماً، ومن أهم إجراءات الوقاية رش المنازل بالمبيدات الحشرية، وتعقيمها، ومراقبة الحالات المشكوك فيها وإحالتها على الفحص المبكر في أسرع وقت ممكن.