بغداد/ الاتجاه سيناريو انتشار الامراض والاوبئة، لا يزال يكتب في سطور لاكمال القصة في مدينة السليمانية التي لن تكون نهايتها الصحية سعيدة بالتأكيد، خاصة وان المدينة شهدت في العام 2019 ارتفاعا غير مسبوق في اصابات كوفيد 19، مروراً بانتشار حشرة (البرغوث)، بالتزامن مع الحمى النزفية وحالات إصابة أعداد كبيرة بين الأطفال بسبب الإسهال والقيء، وليس اخرها تحذير المسؤولين الصحيين من عودة انتشار مرض الكوليرا في نفس المدينة.
مواجهة الكترونية وفي تطور لافت في الملف الصحفي، أعلنت صحة محافظة السليمانية، اعتماد نظام إلكتروني خاص للتواصل مع المواطنين لتسهيل إجراءات بعض الحالات الصحية.
وقال مدير عام صحة محافظة السليمانية الدكتور صباح هورامي في مؤتمر صحفي، انه بالتعاون مع منظمة (unfpa)، وبحضور وكيل وزارة الصحة ورئيس مجلس المحافظة تم افتتاح مشروع النظام الالكتروني الصحي في صحة محافظة السليمانية.
ويهدف المشروع، بحسب هورامي، الى تسهيل التواصل بين المواطن والمؤسسة الصحية من خلال التواصل عبر نظام إلكتروني يصل لكل مواطن خصوصا تلك الحالات المتعلقة باللقاحات وتسجيل حالات الولادة ومتابعتها.
وبين أن المشروع في وضعه الحالي يتعلق باللقاحات العامة والأطفال وهنالك خطة لتوسيع نطاق المشروع على مراحل تشمل ذوي الأمراض المزمنة وبعدها جميع الحالات وحتى ربط النظام بالصيدليات ومذاخر بيع الادوية حتى يستطيع المواطن ذاتية مراقبة الادوية وعمليات التزوير فيها.
ابرز التحديات وعن التحديات التي تواجههم في تطبيق المشروع؛ أكد مدير عام صحة السليمانية ان قلة الكوادر بسبب عدم توفر درجات التعيين ودقة البرنامج فهذا سيمثل تحديا امام الكوادر الحالية لكن جهود منظمة (unfpa) ستقضي على هذا التحدي من خلال الدورات المستمرة لكوادرنا على هذا المشروع.
وعن تزايد حالات الإسهال والقيء والغثيان، أوضح هورامي ان الحالات في تزايد كبير في محافظة السليمانية والمناطق التابعة لها، وعلى الرغم من ان هذه الاصابات متوقعة في فصل الصيف لكن هناك مخاوف ومؤشرات من أن تكون تلك الحالات هي إصابات (كوليرا)، كون هذا المرض ينتشر كل (5 الى 6) أعوام.
واردف قائلا ان كل التحليلات المختبرية لا تشير الى الاصابة بمرض (الكوليرا)، لكن من خلال الفحوصات السريرية نشك أن بعض الحالات هي مصابة بالكوليرا، مبيناً أن صحة السليمانية اتخذت كافة الإجراءات والاستعدادات لمواجهة أسوأ الاحتمالات كما تم تخصيص مستشفى الدكتور هيمن لاستقبال الحالات المصابة بالإسهال والقيء بعد امتلاء مستشفى شار بالمرضى.
واشار ان فرق صحة السليمانية تجري يوميا فحوصات مخبرية لمياه الشرب في الأحياء والمناطق السكنية كما وتم التنسيق مع مديرية الماء على زيادة نسبة الكلور في الماء كون أن هذه الأمراض تنتقل عن طريق الماء والطعام الملوث.
واختتم مدير عام الصحة حديثه بمطالبة أصحاب المطاعم والكافتريات بالتزام بالشروط الصحية متوعدا المخالفين بالمحاسبة، كما وطالب المواطنين بالاعتناء بنظافة الأطعمة والماء والتوجه الى مستشفى الدكتور هيمين مباشرة بعد ظهور أي أعراض متوقعة.
الهيضة معوية مرض الكوليرا (الهيضة) وهومن الأمراض المعوية المعدية التي تسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا، التي كشفها البكتريولوجي الألماني (روبرت كوخ عام 1883 في مدينة الأسكندرية). وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق براز المريض أو بولهِ أو قيئه إلى غيرهِ من الناس، مع الطعام أو الشراب من مياه ملوثة، حتى إذا وصلت الجرثومة إلى الأمعاء تحدث إلتهاﺑﺎً ببطانة الأمعاء ويمتلىء المسلك الهضمي بسائل رقيق مائي.
كركوك في المشهد لم يكن تحذير مدير صحة السليمانية، قد افاد مدينة كركوك القريبة لتأخذ حذرها لمنع انتشار المرض، حتى سجلت أول إصابة بمرض الكوليرا خلال العام الحالي.
ووفقا لادارة مستشفى كركوك العام فان الحالة الصحية للمصاب مستقرة حالياً، فيما اطلقت المستشفى حملة تفتيش صحية على المطاعم واصحاب العربات والباعة الجوالين.
للكوليرا دور مميز في التاريخ الوﺑﺎئي للعراق الحديث، فقد كان النصف الأول من القرن التاسع عشر حافلاً ﺑﺎلموجات الوﺑﺎئية لهذا المرض، فبينما كانت الكوليرا متفشية في أجزاء عديدة من الهند في عام 1817، جرى توريدها إلى مناطق واسعة من العالم.
لم تكن الكوليرا على ما يبدو معروفة على نطاق واسع في العراق خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر. فقد وصف المؤرخ العراقي رسول الكركوكلي في كتابهِ "دوحة الوزراء في ﺗﺎريخ وقائع بغداد الزوراء)، الكوليرا التي ضربت مدينة البصرة الجنوبية في عام 1821 بانه مرض خبيث ليس لهُ أسم أو علاج معرف.