دعا ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني، خلال لقاءه بوفد مؤتمر نداء الأقصى، الى ادامة الزخم في دعم القضية الفلسطينية، وان يستلهموا العبر من ثورة الامام الحسين (ع).
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمته خلال لقائه بمجموعة كبيرة من علماء المذاهب الاسلامية وشخصيات عالمية امثال حفيد القائد الافريقي نيلسون مانديلا وحفيد محرر الهند نهرو غاندي والفلسطيني جمال الدرة والد الشهيد محمد الدرة، والذين شاركوا في مؤتمر نداء الاقصى الدولي، إنه "يسعدنا الحضور واللقاء بهذه الشخصيات المشاركة في مؤتمر نداء الاقصى والذي انهى اعماله الثلاثاء، داعما لقضية الشعب الفلسطيني ونرجو من الاخوة الحاضرين ان ينطلقوا من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لاعطاء الزخم الدائم والمستمر للشعب الفلسطيني في قضيته".
وبين الشيخ الكربلائي بعض النقاط المهمة بقوله، ان "جمعكم فيه شخصيات مهمة من فلسطين الحبيبة وشخصيات اخرى، ممن وقفوا ضد الظلم والاستكبار والاضطهاد ووقفوا مع قضايا شعوبهم ونادوا بالحرية والعدالة والكرامة لشعوبهم جميعا من البلدان الافريقية والآسيوية، ونأمل من الاخوة في هذه الزيارة الخروج بنتائج مهمة وليس كما دخلوا قبل المؤتمر"، مؤكداً، على "ضرورة الاستلهام من الثورة الحسينية لكون ان الامام الحسين (ع) ليس فقط لشيعة اهل البيت (ع) بل لكل المسلمين ولكل الاحرار والمظلومين".
وأشّر الشيخ الكربلائي نقاطاً مهمة بكلمته، منها ان "المسؤولية الاساسية في ادامة زخم الثورة الفلسطينية تقع على عاتق رجال الدين والمؤسسات الدينية اولا والنخبة الفكرية والثقافية في المجتمع بل كل من يحمل هموم هذا الشعب المظلوم، والذين يحملون قضية الشعب الفلسطيني ويشعرون بمعاناته وما يتعرض اليه من اضطهاد سواء أكان من داخل الشعب الفلسطيني او من الشعوب العربية التي تشعر بمظلومية اي شعب، ونأمل من جميع اعضاء الوفد الذين يحضرون زيارة الاربعين ان يستلهموا من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) من مبادئها وتضحياتها ومواقف رجالها ونسائها وكيف حافظوا على جوهر الاسلام ومبادئه ومنطلقاتها والياتها دروسا على ديمومة هذه الثورة وارتباطها الالهي".
واشار ممثل المرجعية الدينية العليا، خلال حديثه مع "جمال الدرة" الذي حضر مع الوفد الى كربلاء، وهو والد الشهيد محمد الدرة الذي قتل برصاص الاحتلال الصهيوني عام 2000 كنموذج كونه ضحى بولده في سبيل قضيته بقوله، "علينا ان نتعلم من الامام الحسين (عليه السلام) حينما ضحى باولاده وارحامه بسبب الوقوف ضد الظلم ويجب ان نستلهم منه الصبر والاستعداد للتضحية".
واوضح ان "هناك قضية مهمة وهي ان الشعب الفلسطيني يعاني منذ عشرات السنين وقد تستمر معاناته لسنين طويلة فكيف لنا ان نستلهم من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ادامة هذا الزخم وان استمرت الثورة لعشرات السنين بعدما ظن الاخرون ان الحسين (عليه السلام) خسر المعركة ولكننا نرى بعد هذه القرون المتمادية ان الإمام الحسين (عليه السلام) انتصر في المعركة، من خلال المحافظة على جوهر الاسلام ومبادئه الحقة واذكر بعضا منها والثورة الفلسطينية تحتاج اليها هي ان الحسين (عليه السلام) حافظ على روح الاسلام برفض الظلم والاستكبار في حكم الناس وعدم الخنوع والاستسلام للظلم والجور مهما كانت التضحيات ومهما امتد زمن هذا الظلم وهي نقطة مهمة، وقد تتراجع بعض الشعوب ولا تتحمل لان هذه المعاناة تستمر لسنين طوال ونأمل من الاخوة وخاصة رجال الشعب الفلسطيني معرفة كيف نستمد من الإمام الحسين (عليه السلام) ان نديم هذه الروح لان الانسان قد يضعف في لحظات معينة ولا يتحمل تضحيات لسنين طويلة".
وتابع بالقول، "ارجو من الاخوة المشاركين في هذا المؤتمر ان يتأملوا في هذه الجموع التي تأتي الى زيارة مرقد الامام الحسين (ع) وتعدادها بالملايين والبعض منها يأتي مشيا على الاقدام من (500 ــ 600) كيلومترا وبعض السنوات استُهدف الزائرون بتفجيرات ارهابية وسقط المئات منهم شهداء ومع ذلك استمروا بتقديم الخدمة والسير".
وبين، "اننا نجد ان في زيارة الاربعين يتساوى الجميع الاستاذ والمتعلم والفقير والكبير والصغير والرجل والمرأة من كل شرائح المجتمع تشترك وتحاول ان تقدم كل ما لديها من اجل خدمة الآخرين مجاناً".
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، جميع الدول وخصوصا الشعب الفلسطيني، ان "يكون لها حضورا في زيارة الاربعين وان يستلهم الجميع من الامام الحسين (عليه السلام) البطولة والاصرار لكي يتعرفوا اكثر وبعمق وواقعية ومصداقية على هذ الثورة وكيف نوظفها في نصرة الشعب الفلسطيني وهي مسؤولية الجميع".
من جانبهم ابدى الضيوف شكرهم وتقديرهم الى المرجعية الدينية وممثل السيد السيستاني على حسن الضيافة والاستقبال والرعاية الكريمة والاهتمام الذي لقوه من قبل القائمين على استضافة مؤتمر نداء الاقصى والعتبة الحسينية المقدسة.