الاتجاه - متابعة
يُنظر إلى تعدد المهام على أنه ضرورة للحياة الحديثة. نحن نرد على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل أثناء مشاهدة التلفزيون، ونقوم بإعداد قوائم التسوق في الاجتماعات، ونستمع إلى البث الصوتي عند غسل الأطباق.
أكد بيتر ويلسون، أستاذ علم النفس التنموي، في الجامعة الكاثوليكية الأسترالية في دراسة نشرتها صحيفة "ساينس آلرت"، على أن معضلة تعدد المهام تكمن في أنه عندما تصبح المهام معقدة أو تتطلب طاقة، مثل قيادة السيارة أثناء التحدث على الهاتف، غالبًا ما ينخفض أدائنا عند أحدهما أو كليهما معا.
وأوضح ويلسون: "تكمن مشكلة تعدد المهام في مستوى الدماغ، حيث أن مهمتين يتم تنفيذهما في الوقت نفسه غالباً ما تتنافسان على المسارات العصبية المشتركة ما يؤدي إلى تداخل في نفس المسار، على وجه الخصوص، هناك حاجة إلى مراكز تخطيط الدماغ لكل من المهام الحركية والمعرفية، فكلما زاد عدد المهام التي تعتمد على نفس النظام الحسي، مثل الرؤية، زاد التداخل".
بشكلٍ عام، كلما كنت أكثر مهارة في مهمة حركية أساسية، كلما كنت أكثر قدرة على التوفيق بين مهمة وأخرى في الوقت نفسه. على سبيل المثال، يمكن للجراحين المهرة القيام بمهام متعددة بشكل أكثر فعالية من المقيمين، وهو أمر مطمئن في جناح العمليات المزدحم.
عندما تبدأ في التفكير في مشكلة ما، فإنك تمشي ببطء أكثر، وأحياناً تصل إلى طريق مسدود إذا كنت تفكّر بعمق.
كبار السن أكثر عرضة لمخاطر المهام المتعددة. عند المشي، على سبيل المثال، فإن إضافة مهمة أخرى بشكل عام يعني أن كبار السن يمشون بشكلٍ أبطأ بكثير وبحركة أقل مرونة من البالغين الأصغر سناً.
وأضاف ويلسون أن المشي الجيد يمكن أن يساعد في تنظيم أذهاننا وتعزيز التفكير الإبداعي.
وتظهر بعض الأبحاث أن المشي يمكن أن يحسن قدرتنا على البحث والاستجابة للأحداث المرئية في البيئة، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية.