الاتجاه/ متابعة 

ستشهد الكرة الأرضية يوم السبت المقبل، كسوفا كليا للشمس سيكون مشاهدا عبر القارة القطبية الجنوبية - أنتاركتيكا - في حين سيشاهد جزئياً في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا ولن يكون مشاهدا في الوطن العربي وهو الكسوف الثاني والأخير سنة 2021.

تؤكد الجمعية الفلكية بجدة، أن كافة مراحل هذا الكسوف ستستمر 4 ساعات و7 دقائق ما بين (05:30  – 09:37 صباحا بتوقيت جرينتش)، ونظرا لأن هذا الكسوف يحدث بعيدا في القارة القطبية الجنوبية فإن عددا محدود جداً من الناس يشمل العاملين في محطات البحوث العلمية في أنتاركتيكا وعلى متن السفن القطبية أو الطائرات سيتمكنون من مشاهدته. 

يحدث الكسوف عندما يعبر القمر بداية الشهر أمام الشمس، وعلى الرغم أن الشمس أكبر بـ 400 مرة من القمر ، لكنها أيضًا تبعد حوالي 400 مرة وبالتالي يغطيها تمامًا ويسقط ظله على سطح الأرض.

أين يشاهد الكسوف الكلي للشمس؟

سيصل القمر منزلة الاقتران عند الساعة 9:43 صباحا بتوقيت القاهرة، منتقلا من شرق الشمس إلى غربها. 

خلال ذلك سيمر مسار الكسوف عبر جرف (رون) الجليدي، وبسرعة عبر القارة القطبية الجنوبية ويصل إلى ساحل بحر (أموندسن) عند الساعة (08:08 ص بتوقيت جرينتش) وستنخفض مدة الكسوف الكلي إلى 1 دقيقة و 38 ثانية وارتفاع الشمس 7 درجات فوق الأفق، الآن بالتوجه شمالًا ينتهي مسار الظل بعد ثلاث دقائق حيث يغادر الظل الأرض فوق المحيط المتجمد الجنوبي. 

سيُشاهد الكسوف في شكله الجزئي في جنوب إفريقيا والزاوية الجنوبية الشرقية لأستراليا وجزيرة تسمانيا بنسب متفاوتة في المناطق التي ستقع ضمن شبة ظل القمر وتشمل سانت هيلينا في المحيط الهادي بنسبة (52%)، وناميبيا ( 5%)، جنوب إفريقيا (11%)، جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية في المحيط الأطلسي (97%) ، جزر فوكلاند جنوب المحيط الأطلسي (28%)، الأرجنتين (20%)، تشيلي (13%)، نيوزيلندا (46%)، أستراليا (43%) 

بشكل عام سوف سينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة (09:37 صباحا بتوقيت جرينتش) وتنتهي كامل مراحل الكسوف.     

ظواهر فلكية فريدة تحدث وقت الكسوف

خلال الكسوف سيشاهد الراصدون للسماء ضمن مسار ظل القمر العديد من الظواهر الفريدة، مثل ظاهرة "خاتم الألماس" حيث يظهر ضوء الشمس ككتلة من طرف واحد للقمر متصل بحلقة من الضوء وهو عبارة عن الغلاف الجوي للشمس يسطع حول القمر. 

نظرا لأن سطح القمر ليس أملس تماما يمكن رؤية تأثير يسمى "خرزات بيلي" مباشرة قبل حدوث الكسوف الكلي بلحظات، وهو بسبب ضوء الشمس المندفع بين الجبال والأودية والتضاريس المختلفة على سطح القمر وهذه الخرزات من الضوء تتلألأ حول حافة القمر.

أخيرا عند كسوف الشمس الكلي يمكن رؤية الغلاف الجوي للشمس المعروف باسم "الهالة"، عندها سوف تتكيف عين الراصد مع مستوى الضوء المنخفض الجديد، ومع تكيف العين فإن الهالة الشمسية تصبح مرئية، هذه الهالة تتكون من غاز في غاية السخونة ومشحون كهربائيا – البلازما – وتمتد ملايين الكيلومترات إلى الخارج نحو الفضاء.

يعتبر كسوف الشمس الكلي يعتبر توقيت مثالي للقيام بعدة دراسات منها دراسة الهالة الشمسية كمصدر للتوهجات والجسيمات المشحونة التي تتدفق من الشمس، فالمعلومات قليلة عنها بسبب صعوبة رصدها في الأحوال العادية ولكن كسوف الشمس الكلي يمنح فرصة لمراقبتها. 

جدير بالذكر أن كسوف الشمس الكلي سيتكرر في القارة القطبية الجنوبية مرة أخرى في 15 ديسمبر 2039.