الاتجاه - متابعة 

يبدو ان تحديد موعد الانتخابات كان بداية لسيل لعاب القيادات السنية لكسب عواطف المواطنين وجلب الأصوات الانتخابية باي طريقة كانت عبر تأجيج الطائفية أو محاولة اللجوء الى طرق جديدة تتمثل بمحاولة إعطاء الضوء الأخضر لإعادة داعش بعد الوصول الى مرحلة عالية من الاستقرار على جميع الأصعدة.

حيث تسعى بعض القيادات لتصدير مشاكل الخلاف المحتدم داخل المكون السني الى العملية السياسية عن طريق محاولة تمرير بعض القرارات غير القانونية، ومنها اصدار قرار العفو العام عن المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في محاولة لكسب تعاطف بعض المناطق من اجل المنفعة الانتخابية.

وبالحديث عن تصريحات خميس الخنجر يقول عضو مجلس النواب حسين العامري في تصريح ، إن "هذه التصريحات تندرج ضمن الدعاية الانتخابية التي يعمل بها خميس الخنجر بالتزامن مع تحديد موعد الانتخابات"، مشيرا الى ان "حلم إعادة عصابات داعش الإرهابية الى المناطق المحررة وخوصاً جرف النصر، لن يحصل بعد سيطرة الحشد الشعبي والقوات الأمنية عليها".

واستطرد:  "التصريحات التي يطلقها خميس الخنجر لا قيمة لها على ارض الواقع ولا تمثل سوى ظهور دعائي من اجل اثبات الوجود"، لافتا الى ان "المناطق التي تستهدفها بعض الجهات قد حررت بدماء العراقيين الابطال ولن نسمح بالعبث بها مرة أخرى".

وبشأن عودة المواطنين لجرف النصر بعد التحرير، يبين العامري: ان "90% من عوائل المنطقة عادت بعد التحرير بشكل سلس ما عدا عصابات داعش التي هربت بالنظر الى ارتكابها العديد من الجرائم بحق المواطنين وبالتزامن مع سيطرة القوات الأمنية والحشد الشعبي عليها".

الى ذلك يقول المحلل السياسي حيدر عرب إن "الواقع السياسي عودنا على خروج مثل هذا التصريحات بالتزامن مع قرب موسم الانتخابات"، لافتا الى ان "هنالك تصريحات سابقة للحلبوسي تنص على انه لا يوجد مغيبين واطلاق هذه التصريحات هو هدف للمصالح الشخصية والانتخابية".

واضاف ان "هنالك صراع وتنافس حزبي وانتخابي يحدث داخل القوى السنية في تحقيق المكاسب من طرف على حساب الطرف الاخر"، داعيا الى "ضرورة اتخاذ موقف من الحكومة اتجاه من يطلق مثل هذه التصريحات الطائفية والخطيرة من جميع السياسيين لما فيها من تأثير مباشر على المجتمع امثال حملة مراقبة المحتوى الإعلامي".

وتابع ان "يجب محاسبة جميع من يتعمد تأجيج الحس الطائفي وينشر المعلومات دون أدلة حقيقة وواقعية"، مضيفا ان "البعض يلتجأ الى هذا التصريحات نتيجة؛ الفراغ السياسي والمحتوى الخدمي للمواطنين ويحاول ارجاع الوضع الى المربع الأول من اجل كسب الجمهور الانتخابي". 

وفي غضون ذلك يقول عضو مجلس النواب ثائر الجبوري إن "هنالك من يريد تجسيد صورة طائفية في خطابه من اجل التعكز عليها في كسب المصالح الشخصية و النفوذ السياسي"، مشيرا الى ان "هذه الزعامات صنعت حربا طائفية طاحنة خلال الفترة الماضية انتهت بفقدان كل اسرة عراقية شخص منها". 

وتابع ان "بعض السياسيين لا يمهم خطورة تأجيج الوضع الطائفي مقابل الوصول الى كرسي السلطة بالتزامن مع قرب الانتخابات"، لافتا الى ان "يكون جذب عوطف المواطنين من القيادات السنية عبر تقديم الخدمات والمشاريع بدلا من الاستمرار بالتصريحات التي تطلق في هذه الفترة".

وأردف ان "هنالك الكثير من المتورطين بقضايا الارهاب من اسر جرف النصر قبل التحرير حصدت مئات اروح المواطنين في العديد من المحافظات"، مضيفا ان "بعض عوائل جرف النصر في الفترة أصبحوا بمثابة ملاذ امن للعناصر الإرهابية داعش والقاعدة".

من جانبه طالب النائب عن بمحافظة بابل طالب اليساري "القوى السياسية بإعلان مقاطعة السياسي المثير للجدل خميس الخنجر، بعد تحريضه الطائفي لتصدير الخلافات الداخلية"، مبينا ان "أهالي جرف النصر والمناطق المحيطة بها لن يسمحوا للخنجر ولغيره التدخل بشؤون تلك المناطق مها كانت الأسباب والدوافع".

يبدو ان حدة الخلافات السنية قد بدأت بالتسرب الى العملية السياسية في ظل النزعات وحرب التصريحات والاتهامات التي تشهده الساحة السنية خلال هذه الفترة واللجوء الى ابتزاز الحكومة لتمرير بعض الملفات غير القانونية التي لاقت رفضاً واسعاً من الشعب العراقي.

MY