الاتجاه - متابعة 

اثار قرار المحكمة الاتحادية العليا بخصوص بطلان اتفاقية خور عبدالله الموقعة بين العراق وتركيا، غضب الكثير من الجهات العربية لاسيما الكويت نفسها، وما تلاه من تحركات على المستوى الدولي والتوجه لنيويورك والاستعانة بأمريكا لتنديد به ومحاولة الغائه.

مجلس التعاون الخليجي دخل كذلك على خط الازمة، ومن المؤكد أنه لن يقف بجانب الحياد أو العراق، بل مال الى الكويت، وطالب بغداد باحترام الاتفاقيات الدولية حتى لو كانت تضر بمصالحها وتسمح للجارة الكويت بالتجاوز على أراضيها.

تواجد العراق بقضية دولية مهمة تمس مصالحه، فمن المؤكد أن جميع الدول ستقف ضده وسيبدي "كل من هب ودب" موقفاً يقف بصالح الكويت، ومن المتوقع أن أمريكا لن تدعم العراق بتاريخه، فكيف من الممكن أن تدعمه الان؟، وهذا ما ظهر واضحاً من خلال البيان المشترك مع دول الخليج.

وفي وقت سابق من اليوم، أصدرت دول مجلس التعاون الخليجي والادارة الاميركية بيانا مشتركا تناول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتطرقوا الى ملف العراق والكويت.

وشدد على أهمية التزام العراق بسيادة الكويت ووحدة أراضيها واحترام الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 833 بشأن ترسيم الحدود الكويتية العراقية.

عضو مجلس النواب كاظم الطوكي عد موقف مجلس التعاون الخليجي وأمريكا بشأن قضية ترسيم الحدود مع الكويت "أمر غير جديد"، فيما أكد أن العراق "غير ملزم" بمواقف هذه الدول.

وقال الطوكي في تصريح صحفي، إن "الموقف الأخير الذي صدر من أمريكا والوقوف الى جانب مجلس التعاون الخليجي بشأن اتفاقية خور عبدالله وقضية ترسيم الحدود أمر غير جديد"، مبيناً أن "أمريكا تدعم دول الخليج لاسيما الكويت منذ السابق، وظهر واضحاً خلال حرب الخليج".

واضاف أن "أمريكا هي من أشرفت على قضية ترسيم الحدود بين العراق والكويت، وكذلك هي من اقامت منفذ صفوان، وفرضت الشروط على الجانب العراقي"، مبيناً أن "البلد كحكومة ومجلس نواب وشعب غير ملزمين بموقف أمريكا ومجلس التعاون الخليجي".

واوضح أن "كل المؤسسات العراقية ملزمة فقط بقرار المحكمة الاتحادية العليا باعتبار أن السلطة القضائية هي من تقيم هذه الملفات وتحدد ما هو مناسب للبلد".

وتابع "لا مجلس التعاون الخليجي ولا أمريكا ولا اي جهة أخرى قادرة على التدخل بهذا الموضوع، فمحاولة التنديد وابداء المواقف، تعتبر مشكلة خاصة لهذه الدول".

واكد أن "المسؤول الأول والأخير حول اتفاقية خور عبدالله هي الحكومة والأمم المتحدة، في حال قبول العراق والكويت بالتعديل الجديد حول الاتفاقية".

بدوره، رأى المحلل السياسي حيدر عرب، وقوف أمريكا لجانب مجلس التعاون الخليجي بشأن اتفاقية خور عبدالله "أمراً متوقعاً"، فيما بين أن العراق البلد الخليجي الوحيد المحارب لمخططات واشنطن.

وذكر عرب في تصريح صحفي ، إن "هناك تحالفاً خليجياً أمريكيا باعتبار أن اغلب البلدان الخليجية هي خاضعة للولايات المتحدة، والتي ذهبت أغلبها باتجاه التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بأمر من واشنطن".

ولفت الى أن "البلد الخليجي الوحيد الذي يقف حجر عثرة لمحاربة مخططات أمريكا في المنطقة هو العراق"، مستدركاً بالقول: "ليس من المعقول أن تتوافق أمريكا مع الإرادة الوطنية العراقية".

وتابع أن "بلدان الخليج هي من تأمرت على العراق في أكثر من محفل، وابسطها في المجال الرياضي"، مؤكداً، ان "وقوف أمريكا لجانب مجلس التعاون الخليجي ضد قرار المحكمة الاتحادية بشان اتفاقية خور عبدالله أمر غير مستغرب".

وبين أن "موقف أمريكا من القضية كان متوقعاً، باعتبار ان دول الخليج هي من كان لها الدور الفاعل في دعم الإرهاب ضد العراق وترسل المفخخات والإرهابيين، ومن تأمرت على انهاء النظام الديمقراطي الجديد للبلد، والذي لم ترغب به".

واكد أن "العراق يمثل أحد أسلحة المقاومة ضد المستكبر الأمريكي والكيان الصهيوني، وبالتالي الدعم الأمريكي للخليج أمر ليس بالغريب".

عندما تريد معرفة من يقف جانبك ومن ينتظر اللحظة ليضر بمصالحك، فقط انتظر ان تقع بشدة ليتبين لك جيدا من هو عدوك ومن هو صديقك تطبيقاً للمثل "وسط الشدة تظهر المواقف"، الا أن أمريكا ودول الخليج لا تحتاج الى اي موقف لتعرف نواياهم، فالدول التي ضرتك بالأمس، لن تنفعك اليوم.