متابعة - الاتجاه

في الثاني من حزيران من العام 1962 شهد العالم أعنف مباراة في تاريخ كرة القدم بين تشيلي وإيطاليا، ضمن بطولة كأس العالم، المباراة التي خرجت عن إطارها الودي، إذ شهدت كل شيء من ركل ورفس وضرب، وتكسير أنوف.

يكفي أن توصف مباراة تشيلي وإيطاليا في دور المجموعات في بطولة كأس العالم 1962، التي استضافتها تشيلي، وأحرزت لقبها البرازيل بـ"معركة سانتياغو" للقول: إنها كانت أكثر من مباراة كرة قدم، ماذا حصل في ذلك اليوم؟

القصة بدأت قبل انطلاق البطولة تحديداً في شهر أغسطس 1960، حيث قام الصحافيان الإيطاليان أنطونيو تشيريلي، وكورادو بيتزينيلي بحملة عنيفة ضد تنظيم تشيلي للمونديال، زاعمين أن البلاد تعيش في حالة من الفوضى، بعد أن تعرّضت البلاد لزلزال "فالديفيا" في ذلك العام، وقد ترجمت الصحف التشيلية مقالاتهما للإسبانية، ما أثار غضب التشيليين، إضافة إلى وصف الشعب التشيلي بـ"المتخلف والفقير"، لترد الصحف التشيلية بوصف الشعب الإيطالي بأنه فاشيّ وغوغائيّ، ومدمن للمخدرات.

جاء موعد المباراة في الثاني من يونيو 1962، تشيلي تلتقي إيطاليا في العاصمة سانتياغو، قرر التشيليون الردّ على ضيوفهم في أرض الملعب. 66 ألف متفرّج يملأون المدرّجات، ولم يكن الطليان يعرفون ما ينتظرهم، ولم تكد تمض 12 ثانية من صافرة انطلاق المباراة، التي كان يديرها الحكم الإنجليزي الشهير كين أستون حتى تم ارتكاب خطأ عنيف على أحد لاعبي "الآتزوري".

تواصلت المباراة بأجواء غير عادية، ففي الدقيقة الثامنة خطأ قاس آخر من هونورينو لاندا على الإيطالي جيورجيو فيريني. قام الأخير بالرد، لكن الحكم طرده وحده، حيث رفض مغادرة الملعب، بعد فوضى عارمة لمدة 10 دقائق، وبتدخل مسؤولي "الفيفا" ورجال الشرطة خرج فيريني، الأجواء تزداد توتراً، والجماهير تدخل أكثر من مرّة إلى أرض الملعب، بدا الحكم الإنجليزي متساهلاً مع التشيليين أو ربما كان خائفاً. ليونيل سانشيز يوجّه لكمة للإيطالي ماريو ديفيد، لكن الحكم أستون لم يوجّه له إنذاراً، غير أنه قام في المقابل بطرد الأخير بعد ردّه لاحقاً على سانشيز بركلة على رأسه. أكملت إيطاليا المباراة بتسعة لاعبين، وفي الدقائق الأخيرة سجلت تشيلي هدفين لتنتزع فوزاً ثميناً.

بعد نهاية المباراة خرج الحكم الإنجليزي أستون بتصريح شهير: "لقد كنت وحدي ضد 22 لاعباً. لن أحكّم مباراة كرة قدم بعد الآن".