الاتجاه - متابعة
تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفها لمناطق عدة في قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي، وسط انقطاع الماء والكهرباء والغذاء وانهيار يشهده القطاع الطبي.
وأفادت وسائل إعلام، بأنّ الاحتلال ارتكب مجازر جديدة في رفح وخان يونس جنوبي القطاع من جرّاء قصفه مبانٍ سكنية، ما أدّى إلى وقوع أكثر من 50 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال.
وأضافت، أنّ الاحتلال قصف منزلاً في الحي الأوروبي جنوب شرق خان يونس وحي الشيخ رضوان قرب السوق الشعبي في غزة، وأيضاً استهدف مربعاً سكنياً في رفح، لافتاً إلى أنّ طواقم الدفاع المدني تننتشل عدداً كبيراً من الشهداء والإصابات من جراء القصف.
وأشارت إلى أنّ "هناك الكثير من العالقين تحت أنقاض المباني التي دمرها الاحتلال وسط نقص فادح في معدات الإسعاف المدني".
وأكّدت وصول عدد كبير من الشهداء إلى المشافي، فيما المقابر لم تعد قادرة على استقبال الجثامين في حرب الإبادة هذه التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة.
كما شدّدت على أنّ القطاع "ما زال بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا إنترنت، وسط نقص فادح في الأدوية وعجز في سيارات الإسعاف".
وتابعت، أنّ "القطاع أمام كارثة محققة"، مؤكّداً أنّ "ما تردد عن ضغط أميركي لإعادة الماء والغذاء هو مجرد تضليل".
وزارة الصحة الفلسطينية وفي إحصائية جديدة تحدّثت عن تسجيل 2837 شهيداً ونحو 12 ألف جريح في عدوان الاحتلال المستمر على غزة.
وأشارت إلى أنّ المنظومة الصحية في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظلّ المجازر الإسرائيلية.
غزة تختنق
يأتي ذلك فيما أعلن المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إنّه اعتباراً من اليوم، فإنّ "زملاءه العاملين في الوكالة في غزة لم يعودوا قادرين على تقديم المساعدة الإنسانية".
وأكد لازاريني في مؤتمر صحفي، أنّ "غزة تختنق بسبب نفاد المياه والكهرباء"، مضيفاً أنّ "العالم فقد إنسانيته الآن".
كما لفت إلى أنّه "لم يتم السماح بدخول قطرة ماء واحدة ولا حبة قمح واحدة ولا لتر وقود، إلى قطاع غزة خلال الأيام الثمانية الماضية".
وأضاف لازاريني أنّ "عدد الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى في مدارس الأونروا وغيرها من مرافقها في الجنوب هائل للغاية"، متابعاً: "لم تعد لدينا القدرة على التعامل معهم".
من جانبها، أكّدت رئيسة لجنة التحقيق الأممية المعنية بالانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نافانيثيم بيلاي، في تقرير للجنة، أنّ "الأضرار والهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة هي جريمة حرب".
وأشارت بيلاي إلى أنّ منع دخول المواد الغذائية والإمدادات الطبية لغزة يشكّل "انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".
وارتكب الاحتلال منذ بداية العدوان، 371 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، التي "قصف منازلها فوق رؤوس قاطنيها من دون سابق إنذار أو تحذير"، أفضت إلى مسح عشرات العائلات من السجلات المدنية.
وأكّد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، جواد الآغا، أنّ حجم الدمار الحالي تجاوز جميع الاعتداءات الإسرائيلية منذ عام 2008، موضحاً أنّ أحياء كثيرة دُمرت بالكامل في القطاع، حيث دمر الاحتلال 10500 وحدة سكنية بالكامل.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى تفاوت عدد الشهداء في هذه المجازر، بين 3 في أقل المجازر عدداً، مثل عائلات رضوان وأبو الريش وعلوان، و42 شهيداً في مجزرة عائلة النجار. ومجموعة من هذه العائلات مُحيت بالكامل من السجل المدني، مثلما حدث مع أُسر من عائلات: شهاب والنجار والمقارنة ونوفل والدلو.
وقال المكتب إنّ هذا العدد الكبير من المجازر، في هذه الفترة القصيرة زمنياً، يُظهر مدى وحشيّة الاحتلال وإجرامه، و"يكشف سوءة المجتمع الدولي الذي وقف صامتاً أمام هذه المجازر بحق المدنيين العزل الأبرياء".