متابعة- الاتجاه
في ساعات المساء الأولى من يوم الثلاثاء السابع عشر من أكتوبر، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة، باستهدافها ساحة مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بمدينة غزة.
وأسفر القصف الصاروخي عن استشهاد أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى، بعدما كان المستشفى متكدسًا بالنازحين، الذين لجؤوا داخل أسواره، للاحتماء من استهداف الاحتلال.
يقع المستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويقدم المستشفى خدماته بكافة التخصصات للفلسطينيين في قطاع غزة.
ويُعد (المعمداني) من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1904، بواسطة جمعية رسالة الكنيسة التابعة لكنيسة إنجلترا.
وبين عامي 1954 و 1982 أدار المستشفى البعثة الطبية التابعة لكنيسة المذهب المعمداني الجنوبي. ومنذ عام 1980 يُدير المستشفى الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن جيش الاحتلال حذر المستشفى الأهلي المعمداني بقذيفتين قبل يوم من قصفه، داعيا العالم إلى اتخاذ موقف من جرائم إسرائيل وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة.
وأضاف وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش -خلال مؤتمر صحفي وسط جثث ضحايا القصف- أن إدارة المستشفى المعمداني اتصلت بمطران الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا وأبلغته بواقعة إلقاء القذيفتين، مؤكدا أن المطران سارع بإبلاغ كافة المؤسسات الدولية المعنية ثم بعث رسالة طمأنة للمستشفى وطلب من إدارته مواصلة العمل.
وأكد أبو الريش أن ممثل منظمة الصحة العالمية سألت الاحتلال عن أسباب عدم تحذير المستشفى قبل قصفه، فأجابه مسؤولو الاحتلال بأنه تم الاتصال على الهاتف ولم يرد أحد فتم التحذير من خلال هذه القذائف، وسألوه لماذا لم يخلوا المكان فورا.
وأرسل أبو الريش صور المستشفى الذي تم قصفه إلى الصليب الأحمر ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للتأكيد على أن تهديد إسرائيل للمستشفيات يجرى على مسمع ومرأى العالم دون أن يحرك أحد ساكنا أو تُتخذ إجراءات ضده مما يمثل رسالة طمأنة له بأن يمضي قدما في قصفها، وهو ما فعله في المستشفى الأهلي المعمداني.
وقال إن ما قام به الاحتلال في المستشفى المعمداني يعتبر تجسيدا للجرائم التي كانت تحدث في العصور الفاشية، مؤكدا أنه رأى أطفالا برؤوس مقطوعة ومشاهد لا يمكن تصورها.
وأضاف "لقد كذب الاحتلال وقال إن أطفالا إسرائيليين قطعت رؤوسهم، وأنا أعرض لكم اليوم أطفالا قطعت رؤوسهم وبقرت بطونهم ولم يتعرف عليهم ذووهم، في جريمة لا يعرف العالم لها مثيلا".
ووفقا للمتحدث، فقد تجاوز عدد الشهداء بعد المجزرة الأخيرة 3 آلاف، إضافة إلى 11 ألف مصاب، و1250 مفقودا تحت الأنقاض، 70% منهم نساء وأطفال.