الاتجاه - فلسطين
استشهد 3 فلسطينيين منذ فجر اليوم الأحد، وأصيب آخرون، وصفت جروح بعضهم بالخطرة، معظمهم في قصف لطائرات الاحتلال المسيّرة على مخيم نور شمس في طولكرم، وسط اقتحامات تخللتها عمليات اعتقالات وتدمير للبنية التحتية، وإعلان المخيم منطقة عسكرية مغلقة، وفق ما أكدته وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية باستشهاد الشاب محمود سامر جابر (22 عاماً)، والشاب غيث ياسر شحادة (25 عاماً)، بينما أصيب آخرون بجراح خطيرة، إثر قصف لمسيرات الاحتلال طال حارة المنشية بمخيم نور شمس.
ولاحقاً، أعلنت مصادر طبية في مستشفى الرازي في جنين، استشهاد شاب ثالث هو ليث أبو النمر، متأثراً بإصابته بشظايا قذيفة أطلقتها طائرة مسيرة على مجموعة من الشبان في الحارة الشرقية من جنين منذ أيام، خلال اقتحام قوات الاحتلال المدينة ومخيمها.
وأوضح إعلام فلسطيني أنّ الشهداء تركوا ينزفون ومعهم عدد من الجرحى بسبب عدم سماح قوات الاحتلال لسيارات الاسعاف بالدخول الى مخيم نور شمس.
وقال الهلال الأحمر إنّ قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف والطوارئ من الدخول الى مخيم نور شمس للوصول إلى إصابة خطيرة في الرأس، رغم التنسيق مع الصليب الأحمر، واعتقلت متطوعاً من سيارة الإسعاف.
وعرف من بين المنازل التي استهدفت بالقصف في مخيم نور شمس، منزل المواطن أياد المعين، التي تزعم قوات الاحتلال أنه "مطلوب لها"، كما قصفت طائرات الاحتلال المسيرة، منازل وأماكن مدنية في حارة المنشية بمخيم نور شمس.
واعتقلت قوات الاحتلال عدداً من المواطنين خلال عمليات دهم واسعة للمنازل، عرف منهم الشاب عمر أمجد محمد حسين، من منزله في ضاحية أكتابا شرق طولكرم، والمسعف هاني بنان صوان (27 عاماً)، من سيارة الإسعاف التي كان متواجداً فيها على مدخل مخيم نور شمس، وهو أسير محرر من سكان ضاحية ذنابة، والأسير المحرر حازم فتحي قرعاوي بعد اقتحام منزله في المخيم.
وكانت قوات الاحتلال داهمت عدداً من منازل المواطنين في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس شرق المدينة، وسط سماع دوي انفجارات وإطلاق نار مكثف في العديد من الأحياء.
ونشرت قوات الاحتلال قناصتها على أسطح البنايات العالية، وفي الوقت ذاته، تمركزت دوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة في مختلف حارات المخيم وتحديداً في مناطق جبل النصر، وشارع المسلخ، وحارات المنشية والمحجر والقلنسوة، في الوقت الذي خربت فيه جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسية للمخيم عبر تجريف البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ضواحي شويكة وذنابة وعزبة ياسين وحي الإسكان في ضاحية أكتابا، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها وأخضعت سكانها للاستجواب، وقامت بتكسير المركبات المتوقفة في المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، في وقت متأخر من مساء السبت، مدينة طولكرم، من الجهة الغربية، مروراً بشارع المحاكم والسكة، باتجاه شارع نابلس وصولاً لمخيم طولكرم، ودفعت تلك القوات بتعزيزاتها العسكرية من حاجز مستعمرة "عناب" شرقاً، مروراً من بلدة عنبتا باتجاه المدينة.
وفرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على مخيم نور شمس شرقي المدينة، ودفعت بجرافاتها وآلياتها العسكرية على شارع نابلس ودوار ومدخل ضاحية أكتابا باتجاه المخيم، في الوقت الذي دارت فيه مواجهات عنيفة أطلقت خلالها الأعيرة النارية بكثافة، وجرفت ودمرت العديد من الشوارع.
وأفاد شهود عيان باندلاع حريق كبير في ساحة مخيم نور شمس بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما دعت مساجد طولكرم عبر مكبرات الصوت، المواطنين للتصدي لاقتحام قوات الاحتلال للمدينة ومخيم نور شمس والدفاع عن منازلهم وممتلكاتهم.
وصباح اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال ترافقها جرافة ضخمة، المدخل الشمالي لمخيم طولكرم وشرعت في أعمال تجريف للمكان، وسط اندلاع مواجهات وسماع أصوات انفجارات في المنطقة نتيجة التصدي من قبل شبابها للقوات المقتحمة.
وأعلنت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة طولكرم، عن الإضراب الشامل لجميع مناحي الحياة في المحافظة اليوم الأحد، حداداً على أرواح شهداء مخيم نور شمس وغزة وتنديداً بجرائم ومجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، كما أعلنت مديرية التربية والتعليم عن تعليق الدوام المدرسي في كافة مدارس المحافظة.
وباستشهاد جابر وشحادة وأبو النمر، يرتفع عدد الشهداء في الضفة إلى 294 شهيداً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وشنت قوات الاحتلال عدواناً على مدينة جنين ومخيمها في الثاني عشر من الشهر الجاري، ما أسفر عن استشهاد 11 مواطناً وإصابة واعتقال المئات، بالتوازي مع تصعيد العنف ضد الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، واستمرار الحرب على غزة، والتي خلفت حتى الساعة أكثر من 70 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.