الاتجاه - متابعة
كشف موقع "واينت" العبري أن عشرات المجندات في الجيش الصهيوني رفضن فرزهن للخدمة في قاعدة التدريب الأساسية لـ "سلاح الدفاع عن الحدود" في "سياريم" بوادي عربة، عند الحدود مع الأردن.
وبيّن الموقع أن رفض المجندات هذه الخدمة، وتحديداً هناك، يأتي على خلفية خوفهنّ من تكرار ما حدث يوم السابع من أكتوبر، ولا سيما في موقع "ناحل عوز" العسكري ومواقع الجيش الأخرى في غلاف غزة، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من اقتحامها وخوض اشتباكات أدت إلى وقوع الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح وأسير.
وأقرّ الناطق باسم جيش الاحتلال، العميد دانيال هاغاري، أمام رفض الخدمة: "في ذاك اليوم فشلنا في الدفاع عن ناحل عوز".
ووفق شهادات العديد ممّن عايشوا هذا اليوم في مواقع الاحتلال، فإنّ الهجوم تمّ وسط تجاهل كبار القادة الصهاينة لتحذيراتهم في الفترة التي سبقت 7 أكتوبر، ذلك إضافة إلى "السمعة السيئة لشروط خدمة المجندات في جميع قطاعات الأمن الجاري"، بحسب ما أشار إليه الموقع العبري.
وأكّد موقع "واينت" أن عشرات المجندات رفضن مغادرة قاعدة الفرز والتصنيف والعمل كراصدات، وتمّ نقل بعضهن إلى الاعتقال أو الحجز، موضحاً أنّ نحو 50 جندية تجندن في وقت سابق من هذا الأسبوع وفُرزن إلى وظيفة راصدة، ورفضن بشدة نقلهن إلى هناك.
ورداً على ذلك، قال الناطق باسم جيش الاحتلال، مساء أمس: "نحن بحاجة إلى الإقناع بالخدمة وشرح مدى أهمية الوظيفة".
ولفت الموقع إلى أن المجندات يحاولن التهرّب من الخدمة في هذه المواقع عند الحدود بعد 7 أكتوبر، من خلال الادعاء بأنهم يعانين من حالات صحية ونفسية.
وعلى سبيل المثال، أوضح الموقع أن إحدى المجندات أرسلت إلى قيادة "الجيش" وثائق تظهر أنه "قد تم تشخيصها طبياً منذ سن 8 سنوات باضطراب نفسي"، وأنها تتلقى العلاج وتعاني من الهلع، ولا تستطيع تأدية وظائفها بشكل سليم.
وبحسب شهادة هذه المجنّدة، فإنّ المسؤولين في الجيش الصهيوني لا يعيرون اهتماماً بالوثائق التي قدمتها، ويرفضون عرض حالتها لضابط صحة نفسية، بل يهددونها بالسجن. وفي هذا الإطار، شدّد "الجيش" على ضرورة اعتماد الشدّة وإرسال المجندات اللواتي رفضن الوظيفة على خلفية الحرب إلى السجن.
وأشار "جيش" الاحتلال أن حوالي 20% هو معدّل الرفض الروتيني للخدمة بين المجندات في هذه الوظيفة (في المواقع الحدودية)، ففي حين يتم تجنيد 1600 مجنّدة كل عام، فإنّ 300 منهن فقط ترغبن بالوظيفة، وفق استبيانات نقلها "واينت".
ورجّح "الجيش" ارتفاع أرقام رفض الخدمة بسبب الحرب وهجوم 7 أكتوبر.
وأمس، أفادت هيأة البث العبرية، بمقتل 221 من جنود الاحتياط الصهيونيين، منذ بداية الحرب على غزة، وذلك عقب مقتل 24 جندياً صهيونياً، في 24 ساعة.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد خاضت في اليومين الماضيين اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، ولا سيما في المغازي وخان يونس، حيث نفذت استهدافات وكمائن نوعية.
ومطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن جيش الاحتلال سيقرّ عقوبات بحق الجنود المتهربين من الخدمة العسكرية خلال الحرب، موضحةً أن عدد الفارين من الخدمة وصل إلى ألفي جندي، معظهم هربوا حتى قبل 7 أكتوبر.