الاتجاه - متابعة
علّقت وسائل إعلام عبرية على الحلقة الخاصة التي نشرها الإعلام الحربي في حزب الله من "الهدهد"، والتي تضمنت مشاهد جويّة التقطتها المقاومة شمالي فلسطين المحتلة، أمس الثلاثاء، رصدت قاعدة "رامات دافيد" الجوية الوحيدة لـ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة، والتي تبعد 46 كيلومتراً من الحدود مع لبنان.
وفي تفاصيل ردود الفعل في كيان الاحتلال على هذه المشاهد، ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ الحزب، وخلافاً لفيديوهاته السابقة في حيفا والجولان، "ينشر هذه المرة التاريخ التي صوّر الفيديو فيه"، و"يهدّد للمرة الأولى منذ بداية الحرب، قائد قاعدة رامات دافيد، وينشر صورته".
وأشار إلى أنّ كشف حزب الله معلومات استخبارية عن اسم قائد القاعدة ومقر قيادته وسكنه، "يُشكّل تهديداً على مستوى لم يُعهد حتى اليوم"، لذلك "يجب تغيير التفكير، فحزب الله يهدد وجود إسرائيل نفسه".
وأوضحت إذاعة "جيش" الاحتلال أنّ فيديو حزب الله "يتضمن توثيقاً تفصيلياً للأسراب في القاعدة وموقع كل منها"، ويتضمن أيضاً "توثيقاً للمرائب والمدارج و3 بطاريات قبة حديدية ومستودعات الذخيرة".
وأضافت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، في هذا الإطار، أنّ "حزب الله مستمر في الحرب النفسية، حيث عرض اليوم تهديداً ضد سلاح الجو الإسرائيلي".
مقلق وخطير
وفي السياق، أكّد الإعلام الإسرائيلي أنّ "توثيق حزب الله قاعدة رامات دافيد أمر مقلق وخطير جداً بحيث يُظهر مواقع حساسة للغاية في إسرائيل"، فيما السؤال هو: "كيف لم يتم اعتراض هذه المسيرة خلال تحليقها، ما الذريعة هذه المرة؟".
وتابع الإعلام الإسرائيلي أنّ "فيديو حزب الله، الذي امتدّ لأكثر من 8 دقائق، يوضح مدى ضعفنا"، وهو يُمثّل "وصمة عار"، إذ إنّ الحزب "يُحلّق فوق قاعدة رامات دافيد من دون عائق، ويسجّل ما يريد، من دون إزعاج أو محاولة لاعتراض طائرته".
ولفت إلى أنّ فيديو الحزب "مقلق جداً ليس فقط لأنّ حزب الله أفلت من الرادار وكل منظومات الدفاع الجوي، بل لأنّها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك".
والأمر الأكثر قلقاً، بحسب الإعلام الإسرائيلي، هو أنّ "حزب الله "يعرف منظومة عمل القاعدة"، متسائلاً: "كيف يعرف حزب الله معلومات مهمة وحساسة لا تعرفها إلاّ قلة في إسرائيل".
"الجيش" يتملّص
وفي سياق تفاعل الإعلام الإسرائيلي بكثرة على عدم اعتراض "الدفاعات الجوية" الإسرائيلية للمسيرة، ذكر أنّه في المرة القادمة "سيكون هناك 20 طائرة مسيرة متفجرة ستُدمر القاعدة".
وأضاف أنّ "الجيش لم يتعلم شيئاً، ولم يجد حلاً لمشكلة الطائرات المسيرة إلى الآن، ويصرّ على القبة الحديدية والطائرات، فيما هناك حلول في الخارج".
وفي الإطار، أشار الإعلام الإسرائيلي إلى تبرير المتحدث باسم "الجيش" بأنّ الفيديو "صُوّر بواسطة طائرة غير مأهولة مخصصة للتصوير فقط"، قائلاً إنّ المتحدث يحاول التملص من الإحراج بعد نشر حزب الله توثيقاً لطائرة هدهد".
من جانبه، علّق المعلق العسكري في "القناة الـ 14" الإسرائيلية، نوعام أمير، أيضاً على ذريعة "الجيش" أنّ مسيرة حزب الله "لم تكن هجومية، وأنّها "للتصوير" متسائلاً: "ما الفائدة من السماح للحزب بتصوير إحدى أهم القواعد الجوية؟ ماذا يحدث معكم؟".
"يقرأوننا كالكتاب المفتوح"
صحيفة "معاريف" قالت بدورها تعليقاً على الفيديو: "يقرأوننا كالكتاب المفتوح".
وقال مسؤول في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي لـ"معاريف"، إنّ الدخول إلى "عمق المنطقة هو أمر مقلق"، مشيراً إلى أنّه "من غير الواضح لماذا لم تُعترض الطائرة المسيرة فوق القاعدة".
وأضاف: "سلاح الجو ادّعى أنه تجنب اعتراض طائرة من دون طيار كانت تصور فوق خليج حيفا خوفاً من التسبب في أضرار ثانوية كبيرة بسبب الاعتراض في منطقة مأهولة وصناعية، ولكن في حالة قاعدة رامات دافيد، ليس من الواضح سبب عدم إطلاق أي صواريخ اعتراضية على مسيرة الحزب".
بدورها، قالت منصة "إنتلي تايمز" الإسرائيلية، إنّ التوثيق الذي نشره حزب الله من قاعدة "رامات دافيد"، "غير مقبول من حيث أمن الميدان، والوقت الذي أمضاه التحليق فوق القاعدة، وعدم وجود وسائل التعطيل أو الاعتراض".
وأكّدت المنصة أيضاً، أنّه في ميزان الوعي، "حزب الله هو الرابح حتى هذه الساعة".
بنك أهداف
وأظهرت المقاطع المصوّرة عبر طائرة "هدهد"، والتي نجحت في اختراق منظومات الرصد والاعتراض الإسرائيلية، جميع المرافق التابعة للقاعدة الجوية.
وقد قدّمت المقاومة معلومات تفصيلية عن "رامات دافيد"، ولا سيما ما تتضمّنته من اختصاصات جوية وتشكيلات عسكرية.
اللافت، أن "ما رجع به الهدهد في الحلقة الخاصة، كشف مبنى قيادة القاعدة والمسؤولين فيها، بينهم قائدها الحالي، العقيد أساف إيشد، إضافة إلى مساكن الضباط، ومبنى القيادة المحصّن، ومركز القيادة والسيطرة.
ومن بين أبرز ما كشفته مشاهد "الهدهد"، تحديد مواقع منصات القبة الحديدية داخل القاعدة، مخازن الذخيرة، مراكز قيادة ومرآب الأسراب ومراكز تجهيزها وأقسامها التقنية، مواقع رادارات الملاحة الجوية، أقسام الصيانة وكبسولات الوقود.