الاتجاه - متابعة
اعتبر السفير الإيراني السابق لدى عمان ان التطورات الأخيرة التي تشهدها الأردن هي جزء من الوضع التاريخي للبلاد، معتقداً أن الديوان الملكي يعتزم إغلاق ملف المعارضة داخل وخارج الأسرة الحاكمة، حيث أن قضية مرض عبد الله الثاني باتت مطروحة منذ مدة طويلة.
فيما يتعلق بالتطورات الأمنية الأخيرة التي تشهدها الأردن قال "مجتبى فردوسي بور" في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء: ان "التطورات في هذا البلد ليست وليدة اليوم فهي متأصلة في الأحداث التي أعقبت وفاة الملك حسين حيث انه قبل وفاته، تم الاطاحة بولي العهد السابق "حسن بن طلال" بأمر من الولايات المتحدة وعين مكانه عبد الله (الملك الحالي)".
واضاف ان الملك حسين كان يتوقع تسليم مكانه للأمير حمزة نجل الملكة الرابع لكن القانون الأردني لم يسمح بذلك. ووفقا لهذا القانون، لا ينبغي انتخاب ولي العهد في سن مبكرة، لذلك تم اختيار الملك عبد الله وليا للعهد، ولكن وفقا لوصية الملك حسين، تقرر أنه عندما يخلف عبد الله والده، فعليه اختيار الامير حمزة ولياً للعهد من بعده. وقد استودع الملك حسين الوصية السرية عند والدة الأمير حمزة والتي تنص على أن يتنحى عبد الله عن حكم المملكة الأردنية بعد 5 سنوات ويحل محله الأمير حمزة.
التطورات المسبوقة في الأردن
وقال السفير الإيراني السابق في الأردن أن الملك عبد الله اصبح وليا للعهد وملكا في نفس الوقت بسبب علاقاته الهيكلية مع المخابرات الأردنية وأجهزة الأمن. وكان هدفه من هذا العمل انتخاب نجله ولياً للعهد عند بلوغه السن القانوني، وبهذا تكون التطورات في الأردن مسبوقة، أي انه عند تنحية الأمير حمزة عن جميع مناصبه وقطع علاقاته مع جميع المسؤولين وشرائح المجتمع الأردني والحكم عليه بالاقامة الجبرية، فهذا يعد جزءاً من الوضع التاريخي للأردن.
محاولة الكيان الصهيوني إزالة الرعاية الأردنية على المسجد الأقصى
وأشار فردوسي بور إلى إلقاء القبض على رئيس الديوان الملكي الأردني والمبعوث الخاص للملك للشؤون السعودية وتكهنات بعض وسائل الإعلام حول دور ولي العهد السعودي في التطورات الأخيرة في عمان، قائلاً: "بعد تعيين محمد بن سلمان في منصب ولي العهد السعودي ازدادت خلافات الرياض مع الاردن. وتصاعدت التوترات بين الأردن والسعودية بسبب صفقة القرن. حيث انه في هذه الخطة الأمريكية (صفقة القرن)، سعى الصهاينة إلى الغاء الرعاية الأردنية على المسجد الأقصى وأرادوا تسليمها للسعوديين، لكن المهم هنا تعيين الأمير نايف بن بندر في منصب سفير السعودية في الاردن كما ان زيادة علاقات هذا الأمير السعودي مع القبائل والبدو في البلاد أثارت حفيظة الاردن.
سيناريوهات التطورات الأخيرة في الأردن
وقال السفير انه بسبب قرب باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي الأردني من ولي العهد السعودي ووجود مواطنين سعوديين أيضاً من بين المعتقلين، فهذا قد يجعل السعودية أكثر ضوحاً في التطورات الأخيرة في عمان. اما فيما يتعلق بالسيناريو الثاني قال فردوسي بور: "لطالما كان الوضع الأمني في الأردن تحت اشراف المخابرات البريطانية MI6 والكيان الصهيوني. وهذا بسبب ادعاء الصهاينة أن أراضي شرق الأردن هي ملك لإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن الخلافات بين تل أبيب وعمان قد ازدادت في السنوات الأخيرة، لأن الأردنيين تمكنوا من استعادة منطقتين في وادي العربة من الصهياينة بتصويت الأمم المتحدة، وهذا ما أثار غضب تل أبيب. واشتدت الخلافات عندما لم يسمح الصهاينة لولي العهد الأردني الأمير حسين بالسفر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لزيارة المسجد الأقصى. قد توحي طبيعة هذه الاختلافات بحد ذاتها بأن الصهاينة حذروا الأردنيين من أن حياة الأردن وموته يعتمدان فعلاً على تل أبيب.
وعن السيناريو الثالث قال: "إنها فترة وجيزة التي تغيرت فيها الحكومة الأردنية بسبب الاحتجاجات الشعبية في الأردن. حيث اضطرت الحكومة إلى إقالة وزير الصحة بسبب وفاة العديد من مرضى كورونا (بسبب انقطاع الأكسجين) في أحد مستشفيات البلاد، لذلك اهتزت أسس حكومة عمان وانتشرت الاحتجاجات الشعبية الآن بدءً من سبل العيش إلى المطالب الاجتماعية على مستوى الوباء. وهذا يدل ان الاحتجاجات انتشرت بشكل واسع لكنها ليست خارج السيطرة.
الأمن الأردني تحت اشراف MIA 6 و Shinbat
واكد السفير السابق أن "أمن الأردن يخضع لإشراف MIA 6 و Shinbat وان أي تحرك أو انتهاك يريد أن يحدث في وضع حكم عمان، بطبيعة الحال فإن هاتين الدائرتين المخابراتية والأمنية توجّهان التحذيرات اللازمة للأجهزة الأمنية الأردنية وتمنع التغيير. واضاف انه لطالما اعتبر البريطانيون ان الاردن هي مستعمرة لهم حيث أدى تزويج الملك حسين نجله عبد الله من ابنة مخرج فيلم لورنس السعودية لان يصبح عبد الله الحاكم المطلق للأردن اليوم.
سعي السعودية الدائم لإضعاف الأسرة الهاشمية
وقال الدبلوماسي الإيراني السابق "أرادت الرياض أن يقف ملك الأردن إلى جانب السعودية في الحرب اليمنية، لكن الأردن انحاز ظاهريا إلى ولي السعودية وأرسل طائرتين من طراز إف -16 للحرب في اليمن، وانسحب الأردن فورا من الحرب اليمنية بعد الأداء الاستعراضي، مما أدى إلى تصعيد الخلاف بين ولي عهد السعودية وملك الأردن".
التطورات الأردنية، انقلاب عسكري أم استعراض للقوة؟
وأشار السفير السابق الى ان الأردنيين يصفون التطورات الأخيرة بانها انقلاب ويعتقدون أن للأطراف الداخلية والخارجية دور تلعبه فيه، لكنني أعتقد أن هذه التطورات يمكن أن تكون استعراضا للقوة، أي أن الأردن يريد وضع حد لهذه التطورات الداخلية، وفي الحقيقة يريد السيطرة عليها وإدارتها. ورغم أنه يقال إن القوات الأمنية والعسكرية قد ألقي القبض عليها وشوهدت عناصر أجنبية بينهم، إلا أنه يبدو أن هذه المسألة قد تم النظر فيها والسيطرة عليها لفترة طويلة. وفي الواقع، تم الاستماع إلى الاجتماعات التي عقدت في القبائل وإدارتها لمنع الاحتجاجات الشعبية، فقاموا بإثارة هذه القضية على شكل انقلاب على الحكومة.
وفي النهاية قال فردوسي بور: "أعتقد أنهم أرادوا إغلاق ملف المعارضة في الأسرة الحاكمة وخارجها، لأن موضوع مرض الملك عبد الله مطروح منذ فترة طويلة أي منذ حكمه. والملك عبد الله يريد تهيئة المملكة الأردنية لابنه حسين، لذلك من الطبيعي أن يقوم بتصفية هذه القضايا أي (المعارضة)".
MY