الاتجاه/ طهران 

ينصّب الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء،  رسميا رئيسا للجمهورية في إيران، في مهمة يواجه منذ مطلعها تحديات أزمة اقتصادية وتجاذبا مع الغرب لا سيما بشأن الحظر الأميركي والمباحثات النووية.

وسيخلف الرئيس المنتخب ابراهيم رئيسي سلفه حسن روحاني الذي شغل ولايتين متتاليتين في منصب الرئاسة (اعتبارا من 2013)، وشهد عهده سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كانت أبرز محطاتها إبرام اتفاق فيينا 2015 بشأن البرنامج النووي مع ست قوى كبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا، وألمانيا).

وينصّب رئيسي خلال مراسم يصادق فيها قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي على "حكم رئاسة الجمهورية" وفوز الرئيس السابق للسلطة القضائية بانتخابات حزيران/يونيو .

وتقام المراسم في مجمع الهيئات المرتبطة بمكتب قائد الثورة الاسلامية وسط طهران اعتبارا من الساعة 10,30 صباحا (06,30 ت غ).

وتتخللها كلمة للرئيس الجديد للجمهورية ابراهيم رئيسي يليها خطاب قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي.

والخميس، سيؤدي رئيسي (60 عاما) اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى (البرلمان)، في خطوة يتبعها تقديم أسماء مرشحيه للمناصب الوزارية من أجل نيل ثقة النواب على تسميتهم.

وأبدى رئيسي في تصريحات أوردها مكتبه قبل أيام، "أملا كبيرا بمستقبل البلاد"، مشددا على أنه "من الممكن والمتاح تخطي الصعوبات والقيود الحالية".

وستكون معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العائدة بشكل أساسي للحظر، والتي زادت من تبعاتها جائحة كوفيد-19، المهمة الأولى لرئيسي الذي رفع خلال انتخابات 2021، شعارَي الدفاع عن الطبقات المهمّشة ومكافحة الفساد.

ويقول الباحث في المعهد الجامعي الأوروبي في إيطاليا كليمان تيرم لوكالة فرانس برس، إن هدف رئيسي الأساسي "سيكون تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول المجاورة"، عبر "تأسيس نظام اقتصادي يحمي النمو الاقتصادي لإيران، من الخيارات السياسية الأميركية"، ويعزز تبادلاتها مع الجوار وروسيا والصين.

وأبرمت إيران في عام 2015، اتفاقا مع القوى الكبرى بشأن ملفها النووي أتاح رفع الحظر عنها، مقابل الحد من أنشطتها وضمان سلمية برنامجها. لكن مفاعيله باتت شبه لاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، وإعادة فرض الحظر على طهران انعكست سلبا على اقتصادها. 

وأكد رئيسي بعد انتخابه أن أولوية سياسته الخارجية هي العلاقات مع دول الجوار.

وهو سيتولى منصبه بينما تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي من خلال تسوية ترفع الحظر الأميركي وتعيد واشنطن إليه، في مقابل عودة إيران لالتزام تعهدات نووية تراجعت عن تنفيذها بعد انسحاب واشنطن.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تولى مهامه خلفا لترامب مطلع 2021 أبدى استعداده للعودة الى الاتفاق.

وأجريت ست جولات مباحثات في فيينا بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو. وأكد مسؤولون إيرانيون أن التفاوض لن يستكمل قبل تولي رئيسي منصبه.

وأكد قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي الأسبوع الماضي أن تجربة حكومة روحاني أثبتت أن "الثقة بالغرب لا تنفع".

وسبق لرئيسي، التأكيد أنه سيدعم المباحثات التي تحقق "نتائج" للشعب، لكنه لن يسمح بـ"مفاوضات لمجرد التفاوض".