الاتجاه/ متابعة
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، عن تعرض هاتف محقق تابع للأمم المتحدة للاختراق عبر برامج تجسس من إنتاج شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، موضحة أن المستهدف كان يتولى التحقيق في جرائم الحرب باليمن، وتعرض للتجسس قبل أسبوع من إصداره تقريراً يدين فيه السعودية بارتكاب "انتهاكات فظيعة".
وكان التونسي كمال الجندوبي قد تولى رئاسة مجموعة الخبراء البارزين بشأن اليمن (GEE)، وهي لجنة أوكلت إليها الأمم المتحدة في عام 2017، التحقيقَ في جرائم الحرب المحتملة باليمن، ولم تعد قائمةً الآن.
وبحسب الغادريان، فإن "التحليل الجنائي الذي أجراه خبراء في منظمة العفو الدولية ومختبر (سيتيزن لاب)، وهو مختبر للأبحاث الأكاديمية معنيٌّ بالتهديدات الرقمية للمجتمع المدني ويقع مقره في جامعة تورونتو الكندية، قد كشف أن هاتف الجندوبي تعرض للاستهداف أثناء فترة رئاسته للجنة في أغسطس/آب 2019".
ويذكر التحليل الجنائي، أن الاستهداف وقع قبل أسابيع فحسب من إصدار الجندوبي وفريق الخبراء التابع له، تقريراً دامغاً خلصوا فيه إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، ارتكب "انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي" يمكن أن تؤدي إلى "مسؤولية جنائية عن ارتكاب جرائم حرب".
وظهر رقم الهاتف الخاص بالجندوبي على قاعدة بيانات مسربة كشف عنها مشروع "بيغاسوس"، وهو تحقيق في أنشطة شركة "إن إس أو" أجرته صحيفة الغارديان ووسائل إعلام عالمية أخرى بالتنسيق مع مجموعة إعلامية فرنسية غير هادفة للربح.
وشملت القائمة المسربة عدداً من الأفراد الذين يُعتقد أنه قد وقع عليهم الاختيار ضمن الأهداف المحتملة للمراقبة من الحكومات المتعاقدة مع شركة "إن إس أو".
وتشير البيانات إلى أن السعودية، التي كانت عميلاً قديماً لشركة "إن إس أو" قبل الكشف عن أنشطتها في وقت سابق من هذا العام، هي التي وضعت الجندوبي ضمن قوائم المراقبة.
ونقلت الصحيفة عن الجندوبي قوله، إن استهداف هاتفه بالاختراق يمثل فعلاً من أفعال "الدول المارقة".
وأضاف، "أنا عاجز عن الكلام. نحن محققون دوليون، ويُفترض أن نكون محميِّين. لكنني لست مُفاجأ على الإطلاق، لقد كنت مرتاباً في الأمر منذ عام 2019".
وأكد بالقول، "كنا نعلم أن من المحتمل استهدافنا منذ أن نُشر تقريرنا في عام 2018، لقد أحدث هذا التقرير صدمة في السعودية والإمارات، فهم لم يكونوا يتوقعون هذه النتائج".
وتابع الجندوبي، "لقد استخدموا كل دعاياتهم ووسائل إعلامهم.. لتشويه سمعتنا والانتقاص من عملنا"، ومع ذلك فقد أشار إلى أنه لا يعتقد أن المعلومات الخاصة بعمله قد تسربت عن طريق الهاتف المخترق، لأنه استخدم جهازاً آخر لإجراء تحقيقاته.
وقال، إن اختراق أي دولة لهاتفه يدل على أنها دولة لا تعبأ "بالالتزمات الدولية ولا الحد الأدنى من القواعد الدولية".