الاتجاه/ متابعة
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لمارتن تشولوف وجوليان بورغر بعنوان "البيت الأبيض في مواجهة نفطية مع السعودية والإمارات وسط ارتفاع في الأسعار".
ويقول التقرير، إن "أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت حقيقة واقعة"، بعدما واجهت محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن إقناع السعودية والإمارات زيادة إنتاج النفط "لممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا"، مقاومة من الدولتين الخليجيتين.
ويشير التقرير إلى أن زيادة إنتاج النفط من شأنها أن تخفف من تأثير ارتفاع الأسعار على المستهلكين الأميركيين قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني التي تهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس.
وقال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات قمر للطاقة ومقرها الإمارات، إن "زيادة المعروض من النفط، وبالتالي خفض الأسعار تحمل مخاطر سياسية واقتصادية".
ويشير التقرير إلى أنه في ظل تراجع العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن "إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث، فإن التقديرات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تصب في مصلحة الرياض وأبو ظبي".
ويرى الكاتبان، أن "المواجهة تنطوي على ما هو أكثر بكثير من النفط، ففي الرياض، يشعر الأمير محمد بن سلمان بتعرضه للازدراء بسبب رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه"، وذلك على ضوء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والحرب على اليمن، وسجن نشطاء حقوقيين ومقاطعة قطر، وهي أمور جعلته "منبوذا" من جانب الإدارة الأمريكية.
أما بخصوص الإمارات، "فقد فوجئت الولايات المتحدة بشكل خاص بامتناع الإمارات المتكرر عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (ضد الهجوم الروسي)، والذي اعتبره الدبلوماسيون الغربيون في نيويورك مقابل الدعم الروسي لبعض المواقف المناهضة لأنصار الله"، بحسب التقرير.
ويرى السير جون جنكينز، السفير البريطاني السابق في الرياض، أن "العلاقات التي كانت تنمو بين الرياض وموسكو، لا سيما منذ أن قام بايدن بتهميش الأمير محمد، ربما تحتاج إلى إعادة ضبط".
ويضيف "أنا شخصيا لا أعتقد أن روسيا تهم السعودية كثيرا، الصين أهم بكثير، تريد بكين تجنب انهيار التجارة العالمية، أو الركود الغربي الطويل، وهناك دلائل على أن بكين تحاول تثبيت موقعها بشكل مناسب، الخطر إذن هو أن الخط المتشدد من الرياض سوف يأتي بنتائج عكسية".
ويختم الكاتبان "لقد مارس الجميع الخداع دائما في اتفاقيات أوبك عندما كان ذلك مناسبا لهم، هل يمكنك أن تفعل ذلك بسرعة؟ ليس غدا بالتأكيد. ولكن ما لم يحدث خطأ خطير، يجب أن تكون السعودية قادرة على إحداث فرق لمدة ثلاثة أشهر. وهذا في حد ذاته من شأنه أن يساعد، إلى حد ما، في تهدئة أسواق النفط".