الاتجاه/ متابعة
أفاد المحلل البريطاني كون كوفلن، بأن رد فعل الصين العسكري، بالغ الشدة، على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لتايوان يبعث برسالة واضحة لأميركا بأنه لم يعد باستطاعتها الإبقاء على سياسة "الغموض الإستراتيجي" التي تتبعها.
ويقول كوفلن، الباحث ومحلل شؤون الدفاع لدى صحيفة "ديلي تليغراف"، في تحليل نشره معهد جيتستون الأميركي، إنه في الوقت الذي يتعرض فيه الوجود الفعلي لجزيرة تايوان الديمقراطية من جانب الحكام الشيوعيين في الصين، فإن ما تحتاج إليه تايبيه بشدة هو بيانات غير مشروطة بتقديم الدعم من حلفائها الغربيين، وليس ما يقابل ذلك من الوقوف موقف المتفرج دون اتخاذ إجراء، وهو ما يلخص أساسا رد فعل إدارة بايدن غير الملائم حتى الآن.
وعلى الرغم من ارتكاب الجيش الصيني العديد من الانتهاكات لأراضي تايون خلال الأيام التي أعقبت زيارة بيلوسي، لا تُظهر إدارة بايدن أي دلائل على تخليها عن سياسة "الغموض الإستراتيجي" التي كانت سمة موقف واشنطن تجاه قضية تايوان منذ عقود.
وترجع أصول هذه السياسة إلى الزيارة الشائنة التي قام بها الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون للصين في عام 1972، والتي أدت إلى اعتراف واشنطن رسميا بنظام الحكم الشيوعي في بكين، وبذلك ألغت واشنطن اتفاق الدفاع المتبادل الذي تم توقيعه مع تايوان عام 1954.
ويرى كوفلن، أن العيوب الواضحة لهذه السياسة برزت في أيار/ مايو عندما تسبب الرئيس جو بايدن، أثناء زيارة لليابان، في حدوث إرباك بتصريحه أن أميركا سوف تستخدم القوة العسكرية للدفاع عن تايوان حال تعرضها لهجوم صيني.