بغداد – الاتجاه برس/ خاص
عزم رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، تقديم طلبا الى رئاسة البرلمان لمنح الثقة الى فريقه الوزاري الجديد، يؤشر عدة نقاط مهمة، على خلفية الفترة القصيرة التي كلف بها التي اختار فيها طاقمه الوزاري.
تشدد جميع القوى والاحزاب، فضلا عن رغبة المواطنين بان تحمل الحكومة الجديدة صفات وميزات تختلف عن سابقاتها من حيث الاستقلالية والكفاءة والنزاهة.
لم يمض على التكليف سوى خمسة ايام، واختيار الكاظمي اعضاء كابينته الوزارية التي تضم 22 وزيراً، حيث توزعت حسب الاستحقاقات، 12 وزارة للشيعة، و6 وزارات للسنة، و3 وزارات للاكراد، ووزارة واحدة للاقليات.
قصر الفترة الذي اختار فيه الكاظمي حكومته، وعزمه تقديم طلبا الى البرلمان لعقد جلسة التصويت عليها، يؤكد ان مشروع تسميته لهذا المنصب، كان مخططا له مع رئيس الجمهورية برهم صالح قبل علاوي والزرفي، وذلك وفق معطيات ابرزها يتمثل بان التكليف الاول بعد تقديم عادل عبد المهدي استقالته من منصبه، كان لمحمد توفيق علاوي هزيلاً.
حيث ظهر علاوي بمفدره من غرفة فندق في مقطع فيديو وكشف عن تكليفه من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح بتشكيل الحكومة، وفي ذات الليلة بثت قناة العراقية الرسمية مقطعا فيديوا (بدون صوت)، يظهر فيه رئيس الجمهورية برهم صالح وهم يسلم محمد توفيق علاوي كتاب، (يقال انه كتاب التلكيف)، على الرغم من عدم نشر نسخة منه من قبل اعلام رئاسة الجمهورية.
لم يظهر في فيديو صالح وعلاوي، سواهما، وهو خلاف عمليات التكليف الرسمية التي سبقت في الحكومات السابقة التي جرت بحضور رئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس البرلمان وبعض القادة والزعماء السياسيين.
عمل رئيس الجمهورية برهم صالح على تسريب معلومات يقول فيها ان قادة البيت الشيعي لم يتمكنوا من تسمية مرشحا لهم، لذا اضطررت الى اتخاذ قرار بتسمية محمد توفيق علاوي بعد حصول موافقة السيد مقتدى الصدر.
استمر تمثيل السيناريو المعد من قبل رئيس الجمهورية، بترك علاوي يخوض صراعاً وحيدا ومريراً مع الكتل والاحزاب لتشكيل حكومته، لكنه فشل وقدم اعتذاره.
وفي خطوة اخرى، جمع رئيس الجمهورية بعض النواب، وقدم لهم وعودا بان يكون لهم حصة في حكومة المرشح الجديد، في مقابل دعمهم له، وعلى اثر ذلك قدم لهم المكلف الثاني رئيس كتلة النصر النيابية عدنان الزرفي، على الرغم من وجود اعتراضات كثيرة على هذه الشخصية بسبب شبهات فساد تدور حوله عندما كان محافظا لمدينة النجف الاشرف لدورتين، وعلاقته بواشنطن، وسمعته سيئة الصيت التي اكتسبها حينما اراد الجيش الاميركي اقتحام الصحن الحيدري الشريف عام 2004 بضوء اخضر منه وبتأييد من رئيس الوزراء اياد علاوي، لكن وزير الامن الوطني في حينها قاسم داود اوقف عملية الاقتحام وحذر قائد الجيش الاميركي من الاقدام على مثل هكذا خطوة انتحارية تفجر الوضع العام في العراق والعالم لما يحمله الصحن الشريف من رمزية عالمية.
حقق برهم صالح ما اراد، وهو تحقيق انقلاب بعض اعضاء مجلس النواب على قادة كتلهم، خاصة الشيعة منهم، وكلف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة.
وعلى الرغم من المشاكل داخل البيت الشيعي، لكن القادة فيه، عقدوا اجتماعات لهم، اسقطوا عملية تكليف الزرفي، وذهبوا باتجاه دعم ترشيح مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء، بعد اخذ تعهدات منه بان لا يخرج عمله ضمن طوق النجاة الذي يوفره البيت الشيعي له، خاصة وهو ليس خيار الانتخابات، بل خيار ازمة سياسية حادة ترافقها ازمة كورونا والنفط.
وضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها الكاظمي، عقد قبل يومين لقاءاً مع بعض الصحفيين والمحللين السياسيين، ووعدهم بان حكومته لها هدف محدد هو التهيئة للانتخابات المبكرة، في حين ان كلمته التي القاها عقب التكليف لم تتضمن اي اشارة لاجراء انتخابات مبكرة.
وبالإضافة إلى التصدي بحزم إلى التحديات الطارئة التي لم تكن متوقعة حتى قبل شهرين وهي فيروس كورونا، ابلغ الكاظمي الصحفيين والمحللين السياسيين خلال اللقاء، ان الوباء بات يشكل تهديدا حقيقيا لكل شعوب العالم، والأزمة الاقتصادية التي تمثلت بانخفاض حاد لأسعار النفط، كل ذلك يتطلب منا اتخاذ إجراءات حازمة وقوية من أجل عبور هذه الأزمة.