اعتذار رئيس كتلة النصر النيابية عدنان الزرفي، وتكليف مصطفى الكاظمي بتكشيل الحكومة العراقية الجديدة بدلاً عنه، صاحبه الكثير من المبالغة والتهويل في التوقعات.. ابرز المبالغات هي ردة فعل الشخصيات التي تصف نفسها بالمدنية التي اشعلت حماستها في منصات تويتر وفيسبوك وانستغرام.
ابرز ما كتبه "المدنيون" هو وصفهم لشخصية الكاظمي على انه الداعي الى تحول الدولة ذات الغطاء الديني الى الدولة المدنية، وهو خلاف حقيقة الرجل (حسب المقربين منه)، على الرغم من انه محسوب على المحور الاميركي.
وتشير التوقعات الى ان فرص رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي ستكون جيدة، في تمرير كابينته الوزارية.
وعلى عكس الزرفي وعلاوي اللذين جرى تكليف كل منهما في غرف صغيرة في القصر الرئاسي حضر تكليف الكاظمي الذي أجري في قاعة رئيسية في قصر السلام ببغداد، قادة كتل مثل هادي العامري وحيدر العبادي والسيد عمار الحكيم وآخرون، ما يعني أن تكليفه حظي بتأييد سياسي واضح.
مع هذا، لن تكون مهمة الكاظمي سهلة، لاسيما في جانب الازمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط.
ويجد الكاظمي نفسه أمام أجندة الاستعداد لانتخابات ذات مصداقية، وسيشمل ذلك التخطيط للتعداد السكاني القادم، وإصلاح المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .
وبحسب المعطيات فان من المتوقع أن لا تتمكن حكومة الكاظمي استعادة التوازن المفقود بين سياسة العراق الإقليمية والدولية، ولاسيما التحدي الاكبر المتمثل بالعدوان الأميركي على ايران.
وخلال الفترة الحالية، ومع الانخفاض الكبير في أسعار النفط في السواق العالمية بسبب الصراع بين روسيا والسعودية، يواجه العراق مشكلة كبيرة ستجبر الكاظمي على القبول باي شرط يفرض على العراق من قبل الدول او صندوق النقد الدولي للاستدانة والخروج من المأزق.
وفي كلمته الاولى بعد تكليفه، تعهد الكاظمي بحصر السلاح بيد الدولة، وهي نقطة مفصلية تجعل المراقبين يتساءلون (هل يتذكر الكاظمي انسحاب القوات الامنية في مناطق شمال وغرب البلاد عند دخول داعش اليها عام 2014)؟؟؟.
اما الملف الابرز الذي يشكل تحدياً امام حكومة الكاظمي، ويجعلها مهلهلة هو انتشار فيروس كورونا، وتطبيق حظر تجوال في مدن البلاد لمحاولة السيطرة على انتشار المرض.
وفي ظل أزمة النفط، والضربة التي تعرض لها القطاع الخاص العراقي الضعيف أصلا، ونقص المعدات الطبية والمستشفيات وأجهزة التنفس، سيواجه رئيس الوزراء الكاظمي تحديا صحيا صعبا.
واجمعت القوى الشيعية و السنية والكردية على اختيار مصطفى الكاظمي، لحسم الخلافات حول تكليف رئيس كتلة النصر النيابية عدنان الزرفي المرفوض من قبل اغلب الكتل السياسية.