بغداد/ الاتجاه برس - خاص
رغم مسعاه لتحقيق وعوده بحكومة مستقلة، لا يزال محمد توفيق علاوي مقيدا بين تمسك الأكراد وبعض القوى السنية بمكتسباتهم، وبين تهديد الكتل الشيعية بعدم تمرير التشكيلة الحكومية المرتقبة بعد حديث عن "مزاد" لشراء الحقائب الوزارية.
ورغم أن محمد علاوي أعلن قبل أيام تحقيق ما وصفه بإنجاز ‏تاريخي في ملف تشكيل الحكومة، اعرب عن أمله باستجابة أعضاء مجلس النواب وتمريرها ‏داخل قبة البرلمان.
لكن الأحزاب الكردية وتحالف القوى العراقية - الذي يمثل عددا من الأحزاب السنية في البرلمان- شكلا العقبة التي اجلت التصويت على الكابينة الجديدة الى يوم غداً الاحد.
وفي هذه الساعات يسابق محمد علاوي الزمن للحاق بالمهلة الدستورية التي تنتهي غداً، في حين تواجه تشكيلته التي قال إنها اكتملت رفضًا شديدًا شعبيًّا وسياسيًّا، حيث تصر كتلة "تحالف القوى" السنية في البرلمان على التمسك بالتمثيل السياسي السني في الحكومة المرتقبة.
من يمثل المكون الاكبر، علق كما نظرائه على الشخصيات التي اختارها علاوي في حكومته، حيث طغت على الاسماء كبر السن، وتولي مناصب سابقة، واتهامات لبعضها بالتبعية للاحزاب.
وضمت كابينة علاوي، اسماء لمجموعة من الشخصيات، بينهم مرشحة أمرأة واحدة، فيما لم يتوصل الى اسماء لوزارات المالية والداخلية والدفاع والعدل والتجارة.
اما السير الذاتية للمرشحين في الكابينة، فقد سجلت عليها ملاحظات، ابرزها مرشح لوزارة الدفاع كتب انه من هواة مشاهدة الافلام، واخر تضمنت سيرته انه ولد بمدينة كركوك وكان نائبا في دورة عام 2010 عن الجبهة التركمانية، اي متحزب، اما المفارقة فان ورقة نفس المرشح في مفوضية الانتخابات، كتب فيها ان محل ولادته بمحافظة ديالى.
واتهم احد المرشحين للوزارات، بانه شغل منصب في احدى الوزارات، وتلقى ثلاث عقوبات شديدة تقضي بتنزيل درجته الوظيفية وابعاده عن المنصب الذي يشغله في السنوات السابقة.
مرشح اخر، لديه ملف (اخلاقي) في وزارته، وهو متورط بقضية يعرفها جميع الموظفين في الوزارة، لكن وقوف احدى الاحزاب الى جانبه، جعله يتبوء مناصب رفيعة جداً خارج البلاد، والان يترشح لمنصب كبير جداً.
ما يثير الاستغراب في التشكيلة الجديدة، هو اعتماد رئيس الوزراء المكلف، على شخصيات هزيلة لاتمتلك رؤيا سياسية للوضع العام في البلاد، وبالتالي اختيار شخصيات لا تمتلك القدرة على ادارة ملفات معقدة داخل الوزارات العراقية.
ووفقا للدائرة الاعلامية في مجلس النواب، فان المجلس سيعقد جلسته الاستثنائية للتصويت على حكومة علاوي، يوم غدا الاحد، على امل التوصل الى اتفاق بين علاوي والاكراد واتحاد القوى بزعامة محمد الحلبوسي.
وتشير المعطيات إلى أنه في حال إصرار القوى  السُنّية والكردية على مطالبها، فإن الأطراف الأخرى قد تندفع إلى التصرّف بشكل منفرد..  بتعبير آخر، ستّتحد الغالبية الشيعية مع أطراف سنية متمثلة في جبهة الإنقاذ والتنمية بزعامة أسامة النجيفي، إضافة إلى أطراف مسيحية وتركمانية، لتمرير كابينة منقوصة لعلاوي، على أن تُستأنف عملية إكمال الفريق الوزاري بعد التفاهمات مع الكرد والسنة.