حذرت الرياض الخميس 14/10/2016 بغداد من مشاركة قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل من عناصر "داعش" مشيرة إلى أن ذلك يهدد بحصول "كوارث" طائفية، وذلك حسب ما نشرته قناة فرنس 24 على موقعها الألكتروني .

 

هذا الخبر أو هذا التدخل الفادح من قبل النظام السعودي وعلى لسان وزير خارجيته الجبير يعني أن النظام السعودي لا يحترم أي من المواثيق الدبلوماسية بينه وبين الدولة العراقية على مستوى الخطاب والتصريحات الرسمية هذا أن لم نجزم أن ذلك النظام كان له باع طويل في تمويل وتسليح الجماعات الأرهابية منذ سقوط النظام البائد وصولا إلى التظاهرات التي اندلعت في المحافظات الغربية والتي تحولت منصاتها مترعا للقتلة وشيوخ الذل والخيانة التي باعت مناطقها لعصابات داعش بحفنة من الدولارات.

وها هو سيناريو المناطق الرخوة أمنياً قد أعيد فتحه من جديد من قبل غربان الداخل اولاً والخارج ثانياً  التي لا تريد الخير للشعب العراقي وزعزعة امنه واستقراره وأين في منطقة تقع على تخوم العاصمة بغداد وهي منطقة الطارمية التي تبعد 50 كليو مترا شمالاً يحدها نهر دجلة من الجنوب التاجي بين بعقوبة والتاجي والضلوعية، أما من الشمال فيحدها قضاء الدجيل، ومن الغرب الرمادي، أما من الشرق فتحدها ناحية الجديدة شرق نهر دجلة. 

تعود أهمية الطارمية لكونها تربط بين أربع محافظات عراقية رئيسية وهي: ديالي والأنبار وبغداد وصلاح الدين، كما تعتبر الطارمية إحدى الأقضية الستة المحيطة ببغداد وما يُعرف بحزام بغداد، ويتألف قضاء الطارمية من ثلاث نواحٍ هي: ناحية المشاهدة وناحية العبايجي ومركز القضاء. 

 

وقضاء الطارمية منذ سقوط النظام البائد وحتى هذا اليوم يشهد بين الحين والاخر عمليات أرهابية, فبتاريخ 17/7/2020 أستشهاد اللواء علي غيدان أمر اللواء 59 بالفرقة السادس في الجيش العراقي على يد عصابات داعش الإجرامية. 

 

لم تنهتي الأعمال الأرهابية هنا بل اخذت بالتصاعد تدريجياً حتى كانت أخرها وليست اخرها الأرهابية الأنتحارية التي فجرت نفسها في سوق شعبي بمدينة الصدر قبل يومين لعيد الأضحى المبارك .

 

فأمر  الكاظمي استبدال الشرطة الاتحادية بالجيش بدل أن يفعل الدور الاستخباري وتكثيف الجهد في جمع المعلومات وتنفيذ العمليات الأستباقية وعدم الرضوخ أمام الضغط السياسي .

 

وعند التحقيق في العملية الأرهابية تلك نجد ان المنطقة التي أنطلقت منها والتي تم تجهيزها فيها بالحزام الناسف هي منطقة الطارمية نفساها التي تشهد قبل حوالي بأسبوع عمليات أرهابية وتعرضات على النقاط الأمنية والتي راح ضحيتاها أربعة شهداء من الحشد الشعبي لنتفاجأ اليوم كمتابع وباحث للشأن السياسي العراقي بإصدار أمر لقوات عمليات بغداد بالانسحاب من العميلة الأمنية التي تنفذ في قضاء الطارمية عصر يوم السبت في 21/8/2021 .

 

السبب الرئيس لهذا الانسحاب المفاجئ والخطير في نفس الوقت هو ضغوط سياسية داخلية وخارجية. 

 

وحتى لو فرضنا أن منطقة الطارمية تم تطهيرها من العصبات الإرهابية وعزل محيطها الخارجي والذي يربطها بحافظة الأنبار وصلاح الدين وديالى 

فهذا لا يكفي ولن تنتهي الأعمال الإرهابية لأن هناك مناطق أخرى غير الطارمية تحتوي على خلايا نائمة تنتظر الإشارة ومن هذه المناطق هي أبو غريب واللطيفية.

 

منتظر عطية الساعدي