بقلم: ميثم النجفي


اكملت مفوضية الانتخابات جميع استعداداتها لاجراء الانتخابات، ودعت المواطنين الى "التصويت الفاعل والواعي"، وحذرت من مقاطعة الانتخابات، وقالت انه "سيسمح بذهاب صوته لغيره".
دعوة المفوضية وتحذيراتها جاءت بعد يوم واحد من بيان للمرجع الديني الكبير السيد علي السيستاني حول الانتخابات، الذي ركز فيه على ثلاث جمل رئيسة وهي "الحفاظ على قيم الشعب العراقي الاصيلة" و "ثوابت الشعب العراقي" و "سيادة العراق".. والتي تعني لا تطبيع مع "اسرائيل".
بمعنى ان اللعبة السياسية التي تقف وراء عقد مؤتمر أربيل الخاص بالتطبيع مع "اسرائيل" مكشوفة، ومن حاول جس نبض الشارع العراقي، فشل وارتد عمله عليه كائناً من يكون.
قراءة ما جاء بين السطور في بيان المرجع الكبير، نجد فيه اختلافاً تاماً عن البيان الذي اصدره قبيل انتخابات عام 2018 التي ترك فيه خيار المواطنين بالمشاركة في الانتخابات او مقاطعتها، وربما بيان امس يعود بنا الى ذاكرة نصيحة المرجعية في الانتخابات التي سبقتها ورفع شعار "المجرب لا يجرب".
هذا الشعار تم تفسير على اهواء ومزاجات القوى والاحزاب حسب مواقفها السياسية، فالبعض منها اعتبره يخص شخصاً بعينه، فيما اخرون رأوه على انه يخص جهة سياسية.
وهنا لابد للقول ان موقف المرجعية الرافض لاستقبال اي جهة سياسية او شخصيات مسؤولة يفسر الشعار الذي اطلقته، بمعنى ان الجميع يجب ان يكون مشمولاً بالتغيير وضرورة الاتيان بشخصيات وطنية مسؤولة حريصة على اعادة البناء وخدمة البلد.
وبالعودة الى النقاط المهمة التي ركزت عليها المرجعية، فثمة تساؤلات يجب ان تطرح.. فمن هي الجهات التي تحافظ على "قيم الشعب العراقي الاصيلة"، اليست هي التي تتمسك بمبادىء الدين الاسلامي وترفض المساس بتعاليمه وتشجع التعايش السلمي ونبذ العنف والتطرف وكل الحركات المشبوهة التي تقف وراءها "اسرائيل".
ايضا الجملة التي وردت في بيان المرجعية "التأكيد على ثوابت الشعب العراقي"، وهي واضحة كالشمس، بأن لا تطبيع مع الكيان الغاصب، لان موقف الشعب العراقي ثابت لن يتغير، وما هذه المؤتمرات الا مشاريع بائسة وخاسرة.
اما الأطراف التي حرصت على "سيادة العراق وأمنه"، والاجابة هي الجهات التي ضحت بحياتها في الحرب ضد الارهاب ولم تخضع للمساومات.
بأعتقادي ان الجمل البارزة في بيان المرجعية الدينية، فيها حض على اختيار شخصيات وطنية نظيفة لم تتلطخ ايديها بالفساد ولا تقدم مصلحتها على مصلحة البلاد ولم يسبق لها المشاركة في الانتخابات.
ولان اغلب القوائم الانتخابية الحالية هي قديمة ومشاركة في الانتخابات السابقة وتدير مناصب في الدولة، فان بيان المرجعية يحذر من هذه القوائم ويدفع باتجاه قوائم جديدة لصناعة التغيير.. وهنا يفترض على الناخب التوجه صوب مرشحي قائمة حركة حقوق الذين يحملون هم الوطن في قلوبهم وعلمه فوق هاماتهم.