الاتجاه/ بغداد 

وصف "جيه ميرشايمر"، الباحث وأستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، الحرب في أوكرانيا بأنها كارثة متعددة الأبعاد، من المرجح أن تزداد سوءا في المستقبل القريب. 

وقال إنه عندما تكلل أي حرب بالنجاح، لا يهتم أحد كثيرا بأسبابها، ولكن عندما تكون نتيجتها كارثية، يصبح فهم كيف حدثت أمرا مهما للغاية، ويود الجميع معرفة كيف تم الوصول إلى هذا الموقف المروع.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها ميرشايمر في معهد الجامعة الأوروبية (EUI) بفلورنسا بإيطاليا، تحدث فيها باستفاضة عن أسباب وتداعيات الحرب في أوكرانيا، ونشرتها مجلة "ناشونال إنتريست" الأميركية.

ويرى ميرشايمر أنه فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية تعتبر الولايات المتحدة مسؤولة أساسا عن التسبب في هذه الأزمة. ولا يعني هذا إنكار أن بوتين بدأ الحرب وأنه مسؤول عن سلوك روسيا في الحرب. كما لا يعني هذا إنكار أن حلفاء أمريكا يتحملون بعض المسؤولية، لكنهم بدرجة كبيرة يحذون حذو واشنطن بالنسبة لأوكرانيا.

ويمكن القول إن أميركا دفعت بسياسات تجاه أوكرانيا يعتبرها بوتين وغيره من القادة الروس تهديدا وجوديا، وخاصة هوس أميركا بضم أوكرانيا إلى الناتو وجعلها حصنا غربيا على الحدود الروسية.

وفي ختام محاضرته، قال ميرشايمر، إن الحرب الجارية حاليا في أوكرانيا تعد بوضوح كارثة هائلة، ستؤدي إلى أن يبحث الكل في أنحاء العالم عن أسبابها. ومن يؤمنون بالحقائق والمنطق سيكتشفون بسرعة أن أميركا وحلفاءها مسؤولون أساسا عن هذا الخراب. وكان من المحتم أن يؤدي القرار الذي صدر في نيسان/ إبريل عام 2008 بضم أوكرانيا وجورجيا للناتو إلى حرب مع روسيا.