الاتجاه - مقالات 

بقلم: نور الجبوري 

هذا هو العنوان المناسب لما يمر فيه العراق حاليا .البلد الذي يطفو على بحر من النفط الخام ,يستورد كل مشتقات النفط , وبدل من ان يكون نعمة اصبح نقمة !

يحتل العراق المرتبة الرابعة عالميا بقائمة الدول المنتجة للنفط , والخامس من حيث الاحتياطي .وكما نعلم ان العراق من الدول المؤسسة لمنظمة (اوبك) , اذ هو ثاني مُصدر للنفط .

وبحسب الاحصائيات ,فأن ايرادات مبيعات المنتوجات النفطية في العراق تبلغ 8 تريليون دينار ,بينما بلغت قيمة المشتريات حوالي 6.5 تريليون دينار … ما يعني ان هنالك تريليون ونصف فقط هو الفائض !

ويتوزع هذا الفائض على مصروفات الشركات النفطية بحوالي 1.1 تريليون دينار ,وصافي ربح الشركة هو 350 مليار دينار , يذهب منها 100 مليار مخصصات ارباح الموظفين ,و 25 مليار بحث وتطوير , اما 20 مليار خدمات اجتماعية , ليكون صافي الربح لخزينة الدولة 200 مليار دينار فقط !!

حسب جدول نشرته شركة ( سومو ) في العام 2021 ,ان الكميات المستوردة من زيت الغاز لذلك العام بلغت مليون و 74 الف طن ,وبقيمة مالية بلغت 657 مليون و 442 الف دولار .اما بالنسبة للنفط الابيض , فقد بلغ كمية المستورد منه حوالي 163 الف طن , وبقيمة مالية تقدر بـ 102 مليون و 340 الف دولار .

كذلك عندما تنظر للمتصدرين بالاهدار والخسائر تجد العراق في المقدمة ,وبالاعتماد على تقرير صادر عن البنك الدولي للعام 2020 , العراق في المركز الثاني عالميا للسنة الرابعة على التوالي بين اعلى الدول احراقاً للغاز الطبيعي . ليس هذا فحسب بل ان كمية الغاز الطبيعي التي يحرقها العراق يوميا وفقا لوكالة الطاقة الدولية , تكفي لامداد ما لا يقل عن ثلاثة ملايين منزل بالطاقة الكهربائية !

واعتمادا على تلك الاحصائيات ,فان العراق يخسر 10 اضعاف مايبيعه من النفط , بسبب لجوؤه لبيع النفط خاماً بدلا من تكريره وبيع مشتقاته . بل الامر متطور الى مرحلة انه يبيع النفط الخام ليستورد مشتقاته بعد تكريرها من قبل دول اخرى !!

لماذا لايتم انشاء مصانع للتكرير, وتشغيل الاف الايادي العاملة وبنفس الوقت القضاء على البطالة والاستفادة من الخبرات ؟