الاتجاه - مقالات 

بقلم: رسول حسن نجم 

وردَ عن الإمام الهادي عليه السلام قوله (إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن تظن بأحد سوءاً حتى يُعلم ذلك منه، وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل، فليس لأحد أن يظن بأحد خيراً حتى يبدو ذلك منه) ونحن اليوم في زمان الجور فيه أغلب من العدل ، ولذلك لانظن بأن انفجار صهريج او حرائق هائلة في النجف الأشرف والعاصمة بغداد وما سيستتبعها من عمليات هنا وهناك ، يتزامن صدفة مع قرارات محاربة الفساد المباشرة وفي الصميم من حيتانه ، التي بدأت أعراض صعوبة الحركة عليها واضحة مع البدء بتجفيف مياهها.
ولعل أهم قرار يُتّخَذ في محاربة الفساد هو توجيه رئيس الوزراء بعدم تعيين مدير مكتب لأي وزير من خارج الوزارة ، وكذلك توجيه الوزراء بترك إجراءات التنَقُّل في الوزارة ، وهذا بحد ذاته هو تقليم لأظافر الأحزاب والحد من نفوذها وتدخلها في تسيير الوزارات لمصالحها الحزبية الخاصة من خلال جلب أشخاص من خارج الوزارة للعمل مع الوزير ، وهؤلاء الأشخاص والوزير هم بالتأكيد من الحزب المهيمن على تلك الوزارة.
رئيس الوزراء بكل مايمتلك من نزاهة ويد بيضاء وحزم ، تبقى يده مقيدة بالمحاصصة في الوزارات وفرض الوزراء عليه ، ولم يُطلِق يده الا القليل من أحزاب مكوِّنه ، ولذلك بدأ بما يستطيع من تقليم الأظافر وتقليص النفوذ لهؤلاء الوزراء ، وهو قرار جريء وشجاع ، كما ان قرار حجب المواقع الإباحية سيُحرق ورقة مهمة من أوراق الحرب الناعمة التي يستخدمها الفاسدون في الخارج والداخل…
أتذكر في إحدى ثورات الشعب الفلسطيني ضد المحتلين الصهاينة عندما اشتد الرعب بين صفوف قوات الإحتلال نتيجة للضغط الشعبي والعسكري للمقاومة الفلسطينية ، أخذ الصهاينة ببث البرامج الأباحية على التلفزيون ، لما لهذه الورقة من تخدير للشباب وصرف نظرهم وإشغالهم عما يجري على الساحة في بلدهم .