متابعة - الاتجاه

قدم باحثون نتائج فريدة من نوعها في دراسة جديدة شاملة أجريت مؤخراً، وخرجوا باستنتاجات مخالفة للتوقعات حول أسباب السمنة وكيفية علاجها.

وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في أميركا، إلى أن السمنة تؤثر اليوم على أكثر من 40% من مواطني البلاد، الأمر الذي يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من الفئة الثانية وبعض أنواع السرطان.

وعادة ما توصي الإرشادات العالمة المقدمة لإنقاص الوزن بتقليل كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الإنسان من الأطعمة والمشروبات وزيادة استهلاك السعرات الحرارية في الجسم عن طريق تكثيف النشاط البدني.

وفي مقال نُشر في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، قدم 17 عالماً من أميركا والدنمارك وكندا، وهم مجموعة باحثون إكلينيكيون وخبراء في التغذية والصحة العامة، قدموا دليلاً من خلال ارتباط الكربوهيدرات والأنسولين في الآلية البيولوجية للسمنة، بأن الأسباب الجذرية للسمنة لا تتعلق بكمية الطعام المستهلكة بل تتعلق بتكوينها.

يعتمد هذا النهج في علاج السمنة على نموذج قديم جداً عمره قرون، يطلق عليه اسم نموذج "توازن الطاقة"، ونص هذا النموذج على أن الإنسان يكتسب وزنا عندما يستهلك طاقة (عن طريق الطعام) أكثر مما ينفق (عن طريق الحركة).

وتشير الإحصاءات إلى أنه على الرغم من الدعوات الكثيرة لتناول طعام أقل وممارسة الرياضة بشكل أكبر، إلا أن معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بزيادة الوزن تزداد باطراد من عام إلى آخر.

واقترح مؤلفو الدراسة الجديدة نموذجا بديلا للكربوهيدرات والأنسولين، والذي بحسب أشارت نتائجه إلى أن السبب الرئيسي للسمنة ليس الإفراط في تناول الطعام في حد ذاته، ولكن الاستهلاك المفرط للأطعمة ذات المؤشر "الجلايسيمي المرتفع.

"المؤشر الجلايسيمي ‏أو مؤشر نسبة السكر في الدم ويرمز له بالرمز GI هو تصنيف للكربوهيدرات على مقياس من 0 إلى 100 بناء على مدى ارتفاع سكر الدم بعد تناولها".

ومن هذه الأطعمة، الأطعمة المصنعة التي تحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات سريعة الهضم. وخلص الباحثون إلى أن هذه الأطعمة، التي تشكل أساس عادات الأكل الغربية الحديثة، تحفز التحولات الهرمونية التي تغير عملية التمثيل الغذائي بشكل أساسي، وتعزز تخزين الدهون وزيادة الوزن.

وقالت جمعية التغذية الأميركية: "عندما نأكل الكربوهيدرات عالية المعالجة (المصنعة)، فإن الجسم يزيد من إفراز الأنسولين ويثبط إفراز الجلوكاجون.

وهذا بدوره يرسل إشارات للخلايا الدهنية لتخزين المزيد من السعرات الحرارية، ويرسل طاقة منخفضة للعضلات والأنسجة النشطة الأيضية الأخرى".