الاتجاه - متابعة 

بعد اسبوعين من المواجهات الشديدة بين الشباب المنتفض في القدس والمقدسيين بشكل عام و قوات الاحتلال الصهيوني الذي يستخدم كافة وسائل القمع لاخمادها كقنابل الغاز واقتحام المنازل والاعتقالات والاستيلاء على المنازل لتهجير أهالي حي الشيخ جراح، لازال الشارع الفلسطيني متفاعلاً مع هذا الحدث ويشتد عوده كلما اقتربنا من الاحتفاء بيوم القدس العالمي البوصلة لازالة هذا العدو وهكذا ما اعلنه الصهاينة من برنامج في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك باقتحام باحات الاقصى عبر فترتين صباحية ومسائية وبواسطة قطعان المستوطنين، كل ذلك سيقوي من ركائز هذه الهبة التي اصبحت علامة فارقة في هذه المرحلة التي تتزامن مع الشهر الفضيل وهي قابلة للامتداد لتشمل كل الاراضي الفلسطينية ضفة وقطاعا واراضي الـ 48.

ولا شك ان هذا التحدي الصارخ والوقح في الاعلان عن اقتحام الاقصى هي رسالة انذار خطيرة للشعب الفلسطيني وهي بالتالي استفزاز لمشاعر المسلمين ومقدساتهم ولابد من الوقوف بوجهه لانه ينبئ بحدث اكبر واخطر، لكن اول تداعياته ستنعكس على الارض الفلسطينية حيث ستفجر الوضع بشكل اكبر وستشتد هبة المقدسيين التي يقودها الشباب الثوري والواعي لتحقيق اهدافه النبيلة على طريق التحرير. وما شهده مفرق زعترة على مداخل مدينة نابلس في الايام الاخيرة من عملية بطولية جهادية فتكت بقوات الاحتلال لايمكن فصلها عن هذه الهبة المقدسة وعن ازدياد القمع الصهيوني والغاء الانتخابات الفلسطينية انها رسالة في غاية الاهمية بأن الشعب الفلسطيني عصي على الأنكسار وأن يده على الزناد وعلى العهد يوما حتى يجتث جذور الاحتلال الغاشم من ارضه فهو لا يعرف المساومة او الاستسلام بل برهن ثباته على أرض الواقع عندما أنتصر امام صلف الاحتلال في باب العمود، واجبره على التراجع لانه مؤمن حقاً بمقاومته وبالنصر الالهي المبين.

ولا شك ان هبة القدس والمقدسيين التي نالت دعم كافة ابناء الشعب الفلسطيني بتظاهراته واحتجاجاته وكذلك فصائله المقاومة اثبتت وحدة وتلاحم هذا الشعب الذي لا يهدأ ولا يمل حتى تحرير فلسطيني من النهر الى البحر.

 

لكن ما يؤسف له ويدمي القلب ان من يدعون بأنهم عرب ومن بني جلدة ابناء فلسطين يظهرون على شاشة تلفزاتهم وهم غاضبون ويشككون بمدى جدية هذه الهبة حيث تعاملت احدى وسائل الاعلام المطبع مع هذه الهبة الثورية والقوية بشيء من الاستغراب والتشكيك عبر طرحها ببعض الاسئلة السخيفة للتخفيف من تأثيراتها على الوسط الفلسطيني والعربي والاسلامي منتقدة في نفس الوقت قنوات محور المقاومة المتفاعلة مع هذه الهبة التي تعطيها زخماً مباشراً . وقد ذهبت احدى هذه القنوات المطبعة والمزيفة التي تكشف مدى ضحالتها وعمالتها بطرح السؤال التالي: لماذا لا ترينا ايران صواريخها في الدفاع عن الفلسطينيين؟ ونحن بدورنا نقول لهذه القناة اذا أعمى الله بصركم وبصيرتكم فماذا نحن فاعلون. أما تسمعون بهوية الصواريخ التي انطلقت من لبنان في حرب تموز المجيدة وهزت مضاجع العدو أما تسمعون بهوية الصواريخ التي انطلقت من غزة الصمود.

ألم يكن ما تكرر مؤخرا عندما قامت احدى فصائل المقاومة الفلسطينية بامطار خلاف غزة بالصواريخ دعمها للقدس والمقدسيين درساً لكم، لكننا ليس لدينا ما نقوله في نهاية المطاف لامثال هؤلاء الجبناء تعسا لكم كفاكم وسام الذل والعار الأبدي بأن تقفوا مع العدو الصهيوني الغادر بكافة امكاناتكم وتغدروا بأخوانكم الفلسطينيين لا لشيء سوى البقاء في السلطة لفترة اطول.

المصدر: كيهان

MY