الاتجاه - متابعة
الظهور الاول للرئيس المنتخب رئيسي امام وسائل الاعلام المحلية والاجنبية بعد ان اصبح رئيسا للجمهورية، كان لافتا في المقام الاول بحكم اتزانه وعقلانيته ونظرته الثاقبة لقضايا الداخل والخارج في الرد على اسئلة المراسلين التي اتسمت بالدقة والاقتضاب والرصانة حيث حدد الاولويات في سياساته الداخلية على تحقيق العدالة والاقتصاد معلنا محور عمل حكومته القادمة، التركيز على كل ما يؤمن مصالح ايران النووية ومؤكدا في نفس الوقت ان الحضور الملحمي لابناء الشعب عند صناديق الاقتراع أوجد ظروفا جديدة يجب اين يفهمها العالم وهذا يعني انها تتطلب استحقاقات جديدة يجب ان يحصل عليها الشعب الايراني لتحسين ظروفه المعاشية وتامين حقوق النووية.
ان حضور الشعب الايراني المكثف والحماسي عند صناديق الاقتراع رغم كل الظروف القاسية نتيجة للحظر والضغوط والاوضاع الاقتصادية والوبائية وغيرها، حمل رسائل مختلفة للعالم حيث جسد وحدته وثباته على مبادئ وقيم الثورة الاسلامية وأعاد من خلال هذا التصويت الواعي والمسؤول عنفوان الثورة وحيويتها عندما انتخب رجلاً مجاهداً وثورياً ذاع صيته من خلال نهجه القوي وخدماته الجليلة والصادقة في أية مسؤولية تولاها منذ نجاح الثورة الاسلامية وحتى يومنا هذا. لذلك كان التصويت للسيد رئيسي هادفا وله دلالاته القيمة لأحياء مسار الثورة الاسلامية ونهج الامام الخميني الراحل (قدس سره) وبيعة متجددة لخلفه الصالح الامام الخامنئي بأن ايران الاسلامية عصية على الانكسار من منطلق انها "لا تُظلم ولا تَظلم".
ففوز آية الله السيد ابراهيم رئيسي في هذه الدورة وفي هذه الظروف العصيبة التي تكالب الاعداء على ايران لافشال انتخاباتها الرئاسية، كان خير دليل على عجزهم في النيل من ارادة الشعب الايراني الذي وضع كل ثقته بهذا الرئيس ليبني مستقبلا زاهراً لأربع سنوات قادمة على ان يجدد أمله ومشواره في الدورة الثانية من رئاسته بأذن الله.
وخلافا لنهج اسلافه من الرؤساء السابقين بوضع جميع أوراقه في سلة واحدة أي الاتفاق النووي، حدد سياسته الخارجية بشفافية وبصراحته المعهودة بأنها لا تبدأ بالاتفاق النووي ولا تنتهي عنده وهو معلم مهم لان العالم لا ينحصر باميركا وبعض الحلفاء الغربيين الذين يطلقون على انفسهم زورا بالمجتمع الدولي وهذه كذبة كبرى لا تنطلي الا على السذج أو الذين في قلوبهم مرض.
وما ركز عليه الرئيس المنتخب رئيسي امام وسائل الاعلام الاجنبية المحلية ان فتح الافاق امام ايران، اذ حدد أولويات سياسته الخارجية بالتعاون مع دول الجوار ومن ثم العالم باستثناء الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين.
ولا شك ولا ريب ان دول العالم وهذه حقيقة لا تغيب عن أنظار المراقبين، تحب التعامل مع رئيس منسجم بشكل كامل مع قمة القيادة ومحل ثقته لتطمئن على مسار ومستقبل علاقاتها الثابتة مع ايران وهذه الشروط تتوفر اليوم بالرئيس رئيسي الذي عاصر الثورة وقيادتها منذ نعومة اظفاره، خاصة علاقاته مع قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي الذي تنسجم افكاره وتطلعاته ورؤيته للامور ودعمه لمحور المقاومة والمقاومين مع القائد وهذا أمر في غاية الاهمية حيث تنعش النفوس والتطلعات لدى الشعوب المظلومة والمستضعفة التي تعتبر طهران كعبة آمالها.
فبعد اكثر من اربعة عقود من الحظر والضغوط ومختلف المؤامرات والدسائس لاسقاط الثورة الاسلامية أو على الاقل اضعافها أو حشرها في الزاوية الحرجة حسب رؤيتهم، خرجت ايران الاسلام بعد هذه الانتخابات أكثر قوة واقتدارا مرفوعة الرأس والهامة واثبتت للعالم بأن شعبها لا ينحني ويستحيل عليه الانكسار وقد استطاع ان يبني نفسه كقوة أقليمية كبرى فاعلة لتغيير ملامح المنطقة وهذا ما ظهر جلياً في معركة "سيف القدس" اضافة الى انها اثبتت دولة متطورة في جميع المجالات النووية والفضائية والنانوية والعسكرية واخيرا و ليس آخراً هي في عداد الدول الست الاولى في العالم لانتاج لقاح كورونا. فهل ستستفيق الدول المعادية لايران من سياستها الخاطئة لتتعامل معها أنسانيا الند بالند؟ أم ستبقى على جهلها وعنجهيتها في أضاعة الفرص والذهاب في المتاهات لتتحمل المزيد من الخسائر دون جدوى.
المصدر: كيهان
MY