الاتجاه - متابعة
لولا السياسات المعادية التي انتهجها الغرب والاميركي بالذات منذ عقود بضرب الاسلام المحمدي الاصيل ولو لا السياسات الطائشة للادوات في المنطقة لمماشات تلك السياسة القذرة والخبيثة التي هدفها افراغ الاسلام من محتواه والابقاء على القشور والتي هي في الواقع لا تضر ولا تنفع، لما شاهدنا اليوم من مراسم مختصرة وبشكل غريب يقام لفريضة حج هذا العام ولا يجسد اقتدار وعظمة الامة الاسلامية التي تعلن كل عام برائتها من المشركين وطغاة هذا العصر وقد نظر اكثر المسلمين الى هذه المراسم بحرقة وأسى وحسرة وقد اشار الامام الخامنئي الى ذلك بوجود بلاء جائحة كورنا ولربّما بلاء السياسات الحاكمة على أرض الحرمين الشريفين، قد حرم أعين المؤمنين التوّاقة من أن تشاهد رمز الوحدة للأمة الإسلامية وعظمتها وقد تكون السياسات الحاكمة على ارض الحرمين هي المانع الحقيقي لحرمان حجيج العالم من هذه الفريضة الالهية للعام الثاني على التوالي ولو امتلك القائمين على هذه المراسم الاهلية والمهنية والتدبير لادارتها وفقاً للبروتوكولات الصحية، لكانت المراسم في افضل حال وان لم تصل الى حالتها في الظروف الطبيعية لكن كانت تجسد جانبا من عظمة الاسلام وشموخه.
لكن على ما يبدو ان القائمين على الديار المقدسة ليسوا اهلا للمسؤولية لا الدينية ولا الاخلاقية ولا المهنية ليعدوا برنامجا معنويا يتناسب مع حجم هذه الفريضة ومكانتها وعظمتها حيث نراهم قد افرغوا الحج واكتضت الملاهي والبارات بفضل هذه السياسة الجديدة لمحمد بن سلمان.
وللعلم انما ركز عليه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي في رسالته لحج بيت الله الحرام هذا العام كان مختلفا عن السنوات السابقة وهو يصعد من حدة مواجهات التحديات والتهديدات الغربية وبالذات الاميركية التي نشرت وتنشر الدمار والخراب والحظر والتجويع على الشعوب المنطقة حيث وضع اصبعه على الجرح تماما عندما ركز على نقاط القوة والضعف في الامة الاسلامية، فامتلاك هذه الامة للموارد الطبيعية والبشرية الهائلة تعتبر نقطة قوة كبيرة يجب استثمارها في مواجهة الاعداء وكذلك تشجيع شباب المنطقة على اكتساب العلوم والابداع والاختراع لتكون ركيزة ثانية لاقتدار هذه الامة اما نقاط الضعف التي هي من تراكمات فساد الملوك والزعماء العرب الذين نشروا الفساد والتخلف منذ مئات السنين وهم يتقلدون مواقع الحكم في العالم الاسلامي.
وما شدد عليه سماحته في هذا الخطاب المعنوي السياسي لحجاج بيت الله الحرام كان فارقاً عن نداءاته السابقة وهو التركيز على عنوان المقاومة، السلاح الفعال والامضى لمواجهة التحديات والتهديدات الاميركية وكسر هيبتها و هيمنتها وطردها من المنطقة والى الابد لان اساس كل مآس وويلات وخراب المنطقة هو الوجود الاميركي الاحتلال الخبيث الذي يزرع الدمار وعدم الاستقرار اينما حل.
ولم يغب عن ذهن سماحته الاشارة الى انتصارات "سيف القدس" التي جسدت معادلة ردع جديدة في غزة حيث سجلت نصراً من العيار الثقيل وهذا ما دفع العدو لاعادة حساباته من جديد.
فالجانب الاخر من النداء الامام الخميني الى الحجيج هو الاهتمام بالشريحة الشبابية التي هي عماد المجتمعات في التطور والتقدم خاصة شباب المنطقة ليتحملوا مسؤولياتهم التاريخية والوطنية في مواجهة التحديات الاميركية الصهيونية التطبيعية الشرسة وهذا ما ستظهر ملامحه باذن الله قريبا.
اما الامر المهم والاخر الذي عرج عليه سماحته هو التطورات السريعة في افغانستان وعودة طالبان المرموز وموقف بعض الدول العربية والاسلامية المتناهية مع طالبان وكذلك تقدمها السريع في الاراضي الافغانية عبر استخدامها للاسلحة التي تركتها القوات الاميركية لها كل ذلك تساؤلات مشروعة ما الذي يخطط لهذا البلد؟
لقد رسم سماحته وعبر هذا الخطاب السنوي التاريخي لحجاج بيت الله الحرام خارطة طريق جديدة للمنطقة وشعوبها بانتهاج خيار المقاومة السلاح الوحيد للتحرير ومواجهة الاعداء من الاميركيين والغربيين وادواتهم لاجبارهم على ترك المنطقة واستلام شعوبها لزمام المبادرة على ان تعيش بأمن وأمان واستقرار و ازدهار.
المصدر: كيهان
MY