الاتجاه - متابعة 

منذ أشهر ومعركة مأرب شمال شرق اليمن تراوح مكانها دون أن يظهر في الافق بوادر لحسم المعركة مع ان طيران التحالف العدواني السعودي ـ الاميركي  يواصل قصفه لهذه  المحافظة دون ان نشهد أي تحرك للجيش واللجان الشعبية لكن المثبت على الارض ان هذه القوات فرضت من خلال تواجدها على مشارف المدينة التوازن والامساك بزمام الامور لحين ساعة الصفر لكن على ما يبدو ان قيادة انصار الله تتريث لوضع حل سلمي تتجنب الخيار العسكري لعوامل مختلفة واهمها حقن الدماء من جهة والتواصل مع ابناء قبائل مأرب من جهة اخرى. لكن هناك من يعزو الامر الى وجود عوامل اخرى تحول دون تقدم الجيش واللجان الشعبية، اما لقرار مؤقت أو امر طارئ لحين تأتي الفرصة المواتية.

وفي هذه الاجواء اطلق السيد عبد الملك الحوثي زعيم انصار الله مبادرة حسن نية لوقف الحرب في مأرب الا ان التحالف السعودي لم يعلن حتى الان عن قبوله أو رفضه للمبادرة وهكذا الحال بالنسبة للاطراف اليمنية المتحالفة مع هذه الدولة أو تلك، هي الاخرى قد التزمت الصمت لكن ليس كما يقال من باب الرضا بل العكس لانها فاقدة الادارة ولا تمتلك قرارها. والمشكلة الحقيقة ان هذه المجموعات كداعش والقاعدة وحزب الاصلاح والانتقالي والجماعة السلفية وغيرها ممن تتواجد في محافظات الجنوب كعدن وشبوه وحضرموت لا تتفق على رأي واحد ومن غير الممكن ان تجمعها كلمة واحدة لان مصادر ارتزاقها مختلفة نتيجة لتعدد الممولين وتعدد الولاءات لذلك لا يمكن لهذه المجموعات التي تدعي الدفاع عن الشعب اليمني ان تتفق على مشروع واحد بل العكس نراها تتفرق نظرا لارادة المشغلين وهذا ما نراه على الارض في الاقتتال الذي يدور بين الفينة والاخرى بين المجلس الانتقالي المحسوب على الامارات والجماعات التكفيرية كالقاعدة وداعش وحزب الاصلاح وغيرها والذين تمولهم السعودية وقطر والامارات وتركيا في محافظات الجنوب.

لكن المدهش ان المبادرة ورغم ما فيها من بنود بناءة ومشجعة فيما يخص ادارة مأرب  كتأليف ادارة مشتركة وقوة أمنية من ابناء مأرب لقيادة هذه المحافظة النفطية والاستراتيجية ذات الموقع التاريخي الهام اضافة الى التاكيد على خروج كافة القوات الاجنبية بما فيها القاعدة و داعش وهادي وحزب الاصلاح.

ورغم ايجابية المبادرة التي تختصر المسافات بين القوى المتقاتلة وتحقن الدماء لكن العنصر الاساس الذي يحول دون الموافقة عليها هو غياب الارادة والقرار لدى قوى التحالف العدواني ومرتزقتهم الذين هم مجرد ادوات لا رأي لهم ولا قرار.

واذا ما تعثرت هذه المبادرة لعجز الطرف الاخر أو منعه من التعامل معها  فقد تلجأ قيادة انصار الله الى القبايل مباشرة خاصة قبايل محافظة مأرب الذين وعوا حقائق ما يدرو حولهم لذلك بات الامل الوحيد لانقاذ المدينة  من هذا المأزق الذي تعيشه هو اصطفاف ابنائها الى جانب الجيش واللجان الشعبية لطرد المحتلين والمجموعات التكفيرية والغرباء من مدينة مأرب لتعود الى حضن الأم اليمن السعيد الموحد وقد تكون المفاجأة على الابواب.

المصدر: كيهان

MY