لايخفى عليكم بان الاعلام يؤدي دوراً حيوياً في المجتمع بشكل كبير ، لمتابعته ونقله الوقائع والحقائق ونشر الوعي ، وذلك بتسليط الضوء على المشكلات الموجودة سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو دينية أو اقتصادية ، ومن هنا يأتي مصطلح السلطة الرابعة للاعلام.
أن بعض الوكالات الاخبارية والقنوات الاعلامية اسست لإعلام وطني حر وملتزم في عملها يتسم بالمصداقية والموضوعية ونشر الحقائق ونقل معانات المواطنين إلى مركز القرار والحضور معهم في ساحات التظاهر ومتابعة ملفات الفساد التي سادت في مؤسسات الدولة دون رادع وللادباء والمثقفين دورا مهما في مسيرة التغيير والوعي والقيادة.
أن العمل الذي تقوم به الصحافة المستقلة والغير مسيسة يقارب عمل هيئات مستقلة ، وظيفتها كشف الفاسدين ومحاسبتهم أمام محكمة الشعب.
ففي ظل تهالك المؤسسات الإعلامية، وتعاظم الرقابة والوصاية عليها صارت الحاجة إلى إعلام يتكلم بأسم الحرية من الأمور الملحة والمنطقية للشعب لتسيير العدالة الاجتماعية، بأعتبار أن الإعلام سلطة رابعة لها من المسؤولية ما للسلطات الثلاث الأخرى . و نعتقد ان الإعلام اما ان يكون مجيرآ من قبل السلطة او الاحزاب او يكون خاضعآ للتعليمات وقوانين وانضباط المؤسسات التي تديرها، ومااكثر هذه المؤسسات التي تدعي الاستقلالية في الوقت الذي لا تتمتع بالشفافية والموضوعية ولكن يبقى النشاط الفردي الاعلامي هو من يتمتع بالاستقلالية ويعبر عن تطلعات الشعوب.
الإعلام الحر يوجد في الانظمة الديمقراطية المستقلة ويعبر عن تطلعات الشعوب ويمتلك الثوابت في التعامل مع الأحداث بمهنية عالية وموضوعية وصدق حيث لاتوجد مجاملات على حساب الحقيقة حينما تطرح بشفافية. على الحكومة ونخص بالذكر اجهزتنا الامنية البطلة ان تتحمل مسؤولية حماية الصحفيين والشخصيات الإعلامية والمفكرين ونخب المجتمع الذين يتم استهدافهم ، لانهم يكشفون ملفات الفساد وفضح الفاسدين من الذين يضرون بحياة المواطن الاقتصادية ويدمرون بناء البلد وحياة أبناءه وهؤلاء لايختلفون عن ارهاب داعش الذي دمر البلاد وقتل العباد.
كما نناشد وزارة الثقافة والإعلام ومراكز القرار في الحكومة العراقية أن تسلط الضوء على الأدباء والمفكرين والباحثين وتمنحهم مساحة من الرعاية والاهتمام ، فالكثير منهم حصل على مراتب متقدمة في المسابقات الدولية في مجال القصة والرواية والشعر والنقد والبحوث في الوقت الذي لا يجدون من يشملهم بالرعاية والتكريم والتقييم . الرحمة والخلود لشهداء الكلمة الحرة الشريفة وتحية تقدير وثناء لكل السائرين بأقلامهم التي تصدح بالحق والامل والحرية من أجل حياة حرة كريمة.