القوى السياسية في العراق تستثمر السلطة بعد نجاحها في الانتخابات ، لترتيب اوراقها وتبتعد كثيرا عن المعانات الحقيقية للشعب ولاتحقق تلك الوعود التي تطرحها في برامجها حكومية كانت ام حزبية ، وحتي المستقلين للاسف لم نسمع لهم صوتآ والذين يعدون الشعب لم يقدموا ما يثلج صدوره .
ان الاغلبية السياسية والمعارضة خرافة في النظام السياسي العراقي ولاوجود لهما ، وهم يعرفون ذلك، لان الطبقة السياسية لايمكن ان تخلع عباءة التوافق السياسي والمحاصصة ، وهي تريد ذلك رغم ماتطرحه من معارضة لهذين المفهومين ، ولو كانت جادة لغيرت الكثير او اعترضت على التشكيلة السياسية وغادرت ماسنته وعملت عليه ، وكل ماحدث ويحدث في العراق وسيحدث هو بسبب التركيبة السياسية التي اضعفت العراق كثيرا وجعلته في مهب ريح المصالح الدولية والتدخلات الاقليمية.
ان النظام السياسي في العراق هو نظام هوياتي ولايمكننا القفز على الوقائع والحقائق الملموسة او نغالط انفسنا طيلة ثمانية عشر عاما ، وان هذه المعادلة هي الحاكمة الان ولايمكن تحقيق اغلبية سياسية مادامت الكتل السياسية لن تؤمن بهذه الاركان وقادتها يسعون للتراضي وتقاسم المناصب غض النظر عن النتائج. لايمكن تحقيق اي خطوة نجاح في ماتقدمه المنظومة السياسية الحاكمة باشكالها وانواعها وتوجهاتها وطوائفها وقومياتها ، لان امريكا التي سنت مجلس الحكم بعد سقوط نظام صدام حسب التقسيم والنسب السكانية لتعزز الثقة بين الفرقاء في الواقع اسست الى ديمقراطية عرجاء ومشوهة ، ولن تستقيم الديمقراطية الا اذا ولدت بصورة اخرى ، يجتمع فيها الفرقاء على المباديء والقيم الحقيقية لها ، بعيدا عن المجاملات والتراضي وبروح وطنية وبثقة كبيرة وبخطوة صحيحة نحو فضاء رحب يسع العراق لكل شعبه ، ويمنحه الحقوق ويسعى الجميع فيه للبناء والاعمار بعيدا عن الهويات والاعتراضات وكسب المزيد على حساب اخرين في اماكن اخرى من العراق .
يجب ان تتخلى الاحزاب عن مكاتبها الاقتصادية ومصالحها في الوزارات ، واخذ الكومشنات ، وان لاتعث فسادا في الارض ، وان لاتتدخل فيما لايعنيها ، وان يجمع الجميع على سيادة البلد واستقلاله ،ويتفق على ضرورة انهاء تواجد ورحيل القوات الاجنبية ، وحصر السلاح بيد الدولة ، ومطاردة العصابات ومافيات المخدرات ، والتخلص من الدولة العميقة للفساد ، وان يتكاتف الجميع من اجل حكومة وطنية قوية وان يجتمع الفرقاء على خطاب وطني واحد من اجل العراق وشعب العراق .