الاتجاه - مقالات
بقلم .. حسن المياح
السياسيون قبل غيرهم يشكون ويلومون ولا يتألمون … ، ويرفضون ولا يريدون وهم المتشوقون … ، ويعلقون كل الفشل ( لحاجة في نفس يعقوب قضاها ) على شماعات معينة ، حيث كل طرف يراها من وجهة نظره أنها السبب وهي متعددة متنوعة ، وأن هذه الشماعات هي أمراض إنتابت العملية السياسية في العراق عللآ ووعوكات وضعفآ ، منذ عام ٢٠٠٣م . وتتمثل هذه الأمراض والأوجاع والآلام في المحاصصة ، والمذهبية ، والقومية ، والمناطقية ، والمغانمة ، وما الى ذلك من أمراض وعاهات وآفات ومخاطر ، وأنهم كلهم يريدون السلطة ويتقاتلون عليها وهم العالمون بالأمراض التي يعلقون عليها فشل الحكومة والحكومات المتتابعة ؛ ولكنهم يصرون على هذا الإستيلاء السلطوي الحكومي الذي يحقق لهم ما يريدون إستئثارآ مما يشكون منه أمراضآ وعاهات ومخاطرآ تعثر حركة سير العملية السياسية وتربكها وتعطلها وتفشلها أن تكون منتجة خدمات وإستثمارات وخيرآ عامآ يسود ، ويلوح ، ويوزع على الشعب العراقي كافة …. وأنهم يرفضون أن يكونوا معارضة برلمانية تشرف وتراقب ، وتتابع وتفتتش وتدقق ، وتقوم وتصلح بما هي من سلطة برلمانية تشريعية مشرفة مراقبة مقومة ، والسبب لأن المحصول النفعي المادي والمردود المالي والهيلمان السلطوي ، مقارنة بالسلطة التنفذية ، هو قليل ضئيل …. وهذا يظهرهم على حقيقتهم أنهم يشكون من الداء ، ويطالبون بالتطبيب والعلاج والدواء ؛ ولكنهم كلهم يصرون أن يكونوا مصابين بالداء الذي منه ينتفعون شفاء مال سحت حرام ، خير من صحة من الأسقام التي تشفي الجسد العراقي بكامله . ولكن يبقي السياسيين يعيشون حالة الصعلكة اللغوية التي تعني ” الفقر ” ، والراتب الشرعي الحلال الذي تتقاضاه يخرجها من صعلكة الفقر الى عيش حياة طبيعية لا تشكو الفقر ولا العوز ولا الحاجة ، لما يقدمه الراتب للسياسي النزيه من كفاف حال وإعتدال معيشة ، ولكنهم لا يقتنعون بحالهم هذا النزيه الكريم ؛ ولكنهم يتطلعون ويتمنون ، ويريدون ويصرون على أن يكونوا في حالة صعلكة إجتماعية ( بالمفهوم الإجتماعي للصعلكة ) التي تقوم وترتكز وتعتمد على الإغارة والنهب والسلب والتسلط ، وربما القتل والإختطاف ….. هذا هو حال السياسيين وممارساتهم في العملية السياسية ، وعلى أساس هذا ، يشكلون الحكومات ويكونوا صعلكة إجتماعية في السلطة التنفيذية ، ويمارسون الصعلكة اللغوية في البرلمان السلطة التشريعية بما لهم من مقاعد برلمانية …..
وأكيدآ هم لا يقبلون بالحل والحلول التي على أساسها يكون تشكيل حكومة التي تقضي على إمتيازات الصعلكة الإجتماعية ، لأن كل الصعاليك الإجتماعيين سيخسرون كل ما يتقاتلون عليه من نهب ، ولذلك يرفضون …. وبالرغم من هذا ، نحن نشير الى حل من الحلول كطرح سياسي إجتماعي عله يعالج الأمراض ( وهو أكيد معالجها ، وقاض عليها ) ، ويقضي على الأمراض والعاهات والآفات ، ويزيل كل المخاطر والتوجسات ، والهواجس والمخاوف ، وهذا الحل يكمن في تشكيل 《 حكومة كفاءات 》 ……؟؟؟
والمقصود ب 《 حكومة الكفاءات 》 بمختلف أنواع وأصناف وألوان الكفاءات الوطنية العراقية في ميادين الإدارة والقيادة والإختصاصات المعرفية العلمية وما تحتاج اليه الحكومة من مؤهلات بشرية متخصصة تديم خدمة المنصب التي تتقلده وتنتج ثراءآ على كل الصعد للشعب العراقي بكامله . وسيكون لنا أحاديث تفصيلية لهذا النوع من الحكومات إذا تمت الموافقة عليه ( وأكيدآ هم كلهم لا يريدون بسبب …….. ؟؟؟) . وبهذا الحل من نوع الحكومة التي تشكل ، نكون قد قضينا على كل تلك الأمراض والعاهات والآفات والمخاطر والأوجاع والإلام ، وما الى ذلك من مؤثرات وتعثرات ……. وبهذا النوع من تشكيل الحكومة سيكون كل السياسيين والمسؤولين في حالة صعلكة لغوية نظيفة نزيهة شريفة متوازنة ، ولم يكن هناك من صعلكة إجتماعية نهابة لصوصية مجرمة ، ولا عنوان ولا حقيقة وجود فارض متبلطج في هذا التشكيل الحكومي من مثل الحزبية والمذهبية والقومية ، وما الى ذلك ، ولا يذكر إسم سلطة ومعارضة ؛ وإنما الكل في موقعه الذي هو يناسبه ( الرجل ” الموظف ذكرآ أو أنثى ” المناسب في المكان المناسب ) ، فلا قتال على سلطة وتسلط ؛ وإنما الكفاءة هي ” الموظف المناسب ” في الموقع التنفيذي المناسب ….. ، ولا معارضة في برلمان لأن الكل مشرع ، ومشرف ، ومراقب ، ومتابع …… ، والكل يتمتع براتب حلال ……. فلا صعلكة بالمفهوم الإجتماعي للصعلكة والتصعلك ؟؟؟
وأما عدد المقاعد البرلمانية الأكثر ، فإنها تحمل الكيان السياسي الحزبي ( من حزب ، وتيار ، وتكتل ، وإءتلاف ، وما شاكل ) مسؤولية وجود إشراف ومتابعة ومراقبة ومحاسبة أكبر لما تقوم به السلطة التنفيذية من مسؤولية أداء أعمال وخدمات ….. والكل أخوة مؤمنون مجتمعون على حب الله ، وخدمة الشعب العراقي ، ولهم القدح المعلى في التقييم والعطاء الإنساني الكريم ……
فلا أحزاب ولا مذاهب ، ولا محاصصة ولا إستئثارات خاصة ، ولا سلطة متفردة دكتاتورية ولا معارضة شكلية مهملة مبهمة ، ولا طائفية ولا مناطقية ولا عشائرية ولاأسرية ، ولا محسوبية ولا منسوبية جاهلية متخلفة عابثة ، ولا عرب ولا كرد ، ولا سني قح أو مقحوح ولا شيعي قح أو متقحقح ، وما الى ذلك من تباينات وإختلافات ، وخلافات ومناكفات ، وتوسلات وتشبثات ….. ، والكل عراقيون يخدم بعضهم بعضآ ….
ولله الحمد والشكر أولآ وآخرآ …..
فهل يا سياسيين تقبلون … ؟؟؟ !!!
أكيد ، وحتمآ ، ولزومآ …. لا ….، لأن النفس أمارة بالسوء