الاتجاه - مقالات

لم تتعرض امريكا لضربة في صميم طغيانها وجبروتها وعنجهيتها وكبريائها، منذ الحرب العالمية الثانية، بعد ان فرضت نفسها على العالم كقوة مهيمنة، كما تعرضت له في مثل هذا اليوم من عام 2020، عندما دكت ايران قاعدة “عین الاسد”، اكبر قاعدة امريكية في العراق، بالصواريخ، ردا على اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني ورفاقه الابرار في وسط بغداد.
 

بعد جريمة الاغتيال بيومين، اي في 5 كانون الثاني/ يناير، هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتوجيه ضربة إلى إيران “أقوى من أي ضربة واجهتها من قبل”، إذا ردت طهران على جريمة اغتيال الشهيد سليماني، وقال ان “الولايات المتحدة حددت 52 موقعا في إيران ستضربها “بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة” إذا هاجمت الجمهورية الإسلامية أهدافا أو أفرادا أمريكيين.

بعد ثلاثة ايام فقط من هذا التهديد الامريكي، كانت صواريخ ايران تدك اكبر قاعدة امريكية في العراق، واسفر الهجوم عن تدمير هائل في القاعدة، واصابة اكثر من 200 جندي مريكي بإرتجاجات في الدماغ، نُقل العديد منهم الى خارج العراق لتلقي العلاج،.

رغم محاولة الارهابي ترامب إخفاء خسائر امريكا جراء الهجوم، الا ان اللافت ان الخسارة التي لم يتمكن من اخفائها، كانت اكبر خسارة تتعرض لها امريكا بعد الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، وهي خسارة “هيبتها” في العالم، بعد ان نجحت ايران في تمزيق هذا “الهيبة”، التي تحولت الى سلاح لغزو واحتلال البلدان ونهب ثروات الشعوب، حيث ابتلع ترامب لسانه، وعجز عن تنفيذ تهديداته، ولم يجرؤ على الرد على ايران، التي اعلنت جهارا نهارا، انها دكت بالصواريخ القاعدة الامريكية، لتكون اول دولئ في العالم، تتبنى رسميا مهاجمة قوات امريكية، دون ان تتجرأ امريكا على الرد.

كل ما بنته امريكا لنفسها من “هيبة” ، خلال اكثر من 75 عاما، تبخرت خلال دقائق، بعد ان اثبتت ايران للعالم اجمع، وخاصة احرار العالم، ان هذه “الهيبة” مزيفة ومنخورة، ويكفي ان تمتلك ارادة وعزم واصرار وشجاعة الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، لاثبات هذه الحقيقة.

امريكا ارادت من خلال جريمتها، فرض ارادتها على المنطقة، بهدف تثبيت وجودها غير المشروع فيها، إلا نتائج هذه الجريمة الغادرة والجبانة، جاءت على عكس ما خططت له ، فدرس عين الاسد، تم استيعابه من قبل احرار المنطقة، وباتت القوات الامريكية الارهابية محاصرة، وتتعرض لهجمات شبه يومية، ولن تتوقف حتى مغادرة آخر جندي امريكي من العراق والمنطقة.