الاتجاه - مقالات 

بقلم .. الخبير في الشأن الدولي سامان نيازي 

في الوقت الذي اجتذبت فيه جميع الدول الغربية الأنظار إليها من خلال تحالف مفعم بالصراخ والصخب للدفاع عن أوكرانيا بواسطة قوتها الإعلامية المؤثرة، دبت الحياة ثانية بشكل عجيب في المعاهدات والمواثيق الباردة والصامتة والشكلية لحقوق الانسان للدفاع عن الأطفال والمدنيين من أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر الأوكرانيين. وزجوا بكل قوتهم المتأهبة في الميدان ليحرفوا الرأي العام العالمي عن أهدافهم الكامنة وراء الأكمة، هادفين من خلال مواكبة الرأي العام العالمي لهم إلى تحقيق أهدافهم المادية والإنسانية وتدوين فصل جديد من الجهل الحديث. حيث أقدم مجلس الأمن منتهجاً ازدواجية معايير على إدانة الحرب، ففي ذات اليوم أدان هجوم روسيا على أوكرانيا، كما أدان اليمن المظلوم أيضاً الذي يقاوم منذ 7 سنوات كاملة الاعتداء والتدمير وتقويض كل بنيته التحتية دون وجود أدنى دعم من قبل المنظمات الدولية"

 ان هذين التصويتين والقرارين المتحورين حول موضوع الحرب وازدواجية المعايير بوسعهما أن يطيحا بمكانة الأمم المتحدة ومصداقيتها بشكل كبير. فقد أظهر مجلس الأمن بطريقة غير مبدئية وبخلاف فلسفة تأسيسه عدوله عن معاييره على نحوٍ غير مبرر. فهذه القرارات المجانبة للعدالة والبعيدة عن التزام الحياد إلى جانب التحالف وعويل هيمنة الغرب الإعلامية على أطفال أوكرانيا، أماطت اللثام عن غياب الأنظمة عديمة الفائدة الموصوفة بالدولية والقائمة على ضمان السلام المستدام وحقوق الشعوب.

واتضح بجلاء أن تحقيق السلام المستدام بوجود التحالفات السياسية والنفعية وتيار تشويه الحقائق الشيطاني متعذر، وطبعاً بحسب ما صرح به قائد الثورة، فأمريكا نظام مافياوييتنفعويعتاش على الأزمات في العالم. وبالتأكيد وجود أمريكا وهويتها يستمدانديمومتهمامن الأزمات المستمرة في غرب آسيا والتحالف الخفي الهادف إلى زعزعة الاستقرار واستمرار الحروب. 

تم إخراج نساء وأطفال اليمن المظلومين في الجاهلية المعاصرة التي تتجلى مؤشراتها ومعاييرها في احترام حقوق الانسان والعرق والدين ولون العيون، وبقية البشرمن تصنيف هذه المؤشرات والخصائص الجاهلية، فقد خرجوا بشكل موضوعي من المواثيق ومعاهدات حقوقهم الإنسانية، تلكالمواثيق التي يتشدقون بها حول القيم والمثل الإنسانية البعيدة عن الدين، بيد أنه عملياً يحظى الأطفال في أوكرانيا باعتبارها دولة تتبع ديناً خاصاً بدعمهم الكامل والشامل، ويغدو اللون والعرق دليلاً لتقديم الدعم تماماً. اللون والعرق الذي من المفترض ألا يكون له أي تأثير على اكتساب الانسان لحقوقه الأساسية.لكن في اليمن لا يعيش الطفل المسلم غير الأشقر طفولته ولا يحظى بقية الأطفال بالحد الأدنى من الرفاهية، ولا يحظى حقه في التعليم بالاحترام ولا يشكل أمنه محط اهتمام ويعتذر رسم مستقبل شفاف وواضح له، وينتهكون حقه في الدفاع المشروع من خلال استصدار قرار ظالم ومنافي للقواعد غير المدونة أيضاً، في أكبر منظمة دولية. وكل هذا مجرد مظاهر للجاهلية المعاصرة. طبعاً تحالف أوروبا لدعم أوكرانيا ينطوي على دروس عبرة كثيرة. فلو أن أمة الرسول العطوف والرحيمشكلت هكذا تحالف لمواجهة المعتدين على ناموس الإسلام وحرمته في فلسطين وأفغانستان سورية والعراق واليمن المظلوم، فهل كنا سنشهد 70 عاماً من ويلات الشعب الفلسطيني، و7 سنين من آلام اليمن وتدمير سورية والعراق وأفغانستان ، أعتقد بقوة أن الأطفال متشابهون فجميعهم يضحكون ويبكون ومتساوون أمام حماية القانون. وهذا هو الدرس الذي أعطاه نبي آخر الزمان للبشرية. فنحن قلقون حيال الأطفال في كل أرجاء العالم. 

وفي نهاية المطاف أعتقد أن التطورات الأخيرة كشفت عن عنصرية الغرب بشكل واضح وفي الواقع أظهرت الغرب بدون رتوش بشكل أفضل. 

MY