بقلم.. محمد الياسري

في الذكرى السنوية لرحيل مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني العظيم (قدس) وما تركه من ارث كبير واهمها الجمهورية الاسلامية "ام القرى" التي تبنت الدفاع عن المستضعفين امام المستكبرين سواء الكتلة الشرقية او الحلف الغربي. وهنا لابد من الاشارة كيف تحولت ايران الى ام القرى.  

"ام القرى" احدى المفردات القرانية التي تم بحثها وفق الخطاب الديني المعاصر التي وردت في القران الكريم (وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا)(الانعام ، 92) وتعني  جموع المسلمين يشكل العالم الاسلامي وليس محل اقامتهم و(إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الانبياء ، 92) تعني بان المسلمين هم امة واحدة لديهم انسجام وتحرك واحد باتجاه هدف واحد ، وهو ما يعني اقامة النظام الاسلامي بقيادة الفقيه الجامع للشرائط ليتحقق مفهوم "ام القرى" وهذا يعني تغير الزمان والمكان وتصبح الدولة التي يقودها الفقيه "ام القرى" ، وهذا يدل على ان هذه المفردة لاتختص ببلد ما ولا سكان محددين وانما ترتبط ذاتيا بالنظام الاسلامي وقيادته الدينية وهذا ما تحقق في ايران ، فبعد انتصار الثورة الاسلامية للامام الراحل الذي اكد منذ البداية على كتابة الدستور الدائم للبلاد وتضمينه الاسس الفكرية والعملية للاسلام والالتزام بتطبيقها .. وبالفعل اقر الدستور الاسلامي القائم على اساس شريعة الاسلام رغم تشكيك الشرق والغرب وجاء الدستور بشكل حداثوي حضاري بعيدا عن التحجر ، وفق المنطق القراني القائم على اساس الاسلام خاتم الاديان وشامل لكل البشرية وعالمي .. وقد الزم الدستور الحكومة الاسلامية في ايران اقامة كل سياستها العامة على اساس التضامن مع الشعوب الاسلامية ووحدتها وسعيها الى تحقيق الوحدة السياسية والتكامل الاقتصادي والارتباط الثقافي مع العالم الاسلامي.

وبعد انتصار الثورة الاسلامية والقيادة الحقة للامام الخميني (قدس) اصبح واجبا عليها ان تقود العالم الاسلامي وعلى الامة واجب ولايتها. 

ومن هنا تحولت الجمهورية الاسلامية الى نواة مركز الاسلام العالمي ومنها انطلقت قاعدة ايران الاساسية نحو تحقيق الوحدة الاسلامية ودعمت الحركات اسلامية في الدول الاسلامية المختلفة وقد اعطى الدستور الايراني دورا اساسيا شاملا بالسعي الى تطبيق الشريعة او المساعدة على تطبيقها في أي مكان بالعالم .