بقيت السلطة الرابعة تتربع على عرش صاحبة الجلالة منذ عقود من السنين، وهي من تمنح الكثيرين الاضواء، وهي من توصل صوت الشعب والنخب الثقافية ومختلف الانشطة الاخبارية الى ملايين المتابعين ممن يجدون فيها الاستفادة من المعلومة او متعة الاستماع الى برامجها وتوجهاتها المختلفة!!.
البعض من ضيوف القنوات الفضائية وهم قلة قليلة بالتأكيد حينما يطل من احدى القنوات الفضائية يظن نفسه أنه (الحاكم بأمر الله) وما على السلطة الرابعة الا ان تنفذ فرماناته وما يصدر عنه من توجهات ، حتى وان كانت تمس كرامة وسمعة وسلطة تلك المهنة التي بقيت محل احترام الملايين ، وبقيت هيبتها ووقارها شامخة على مدى عقود ، وليس بمقدور أي كان أن ينال منها ، حتى على مستوى رؤساء الدول والملوك وسلاطين العصر بلا إستثناء!!.
والسلطة الرابعة من واجبها ان تبحث عمن يقدم لها المعلومة، وهي ليست مرغمة على سماع من يحاول ان يفرض سطوته عليها او يعد نفسه وكأنه نزل عليها (وحي من السماء) ، لاينبغي للوسيلة الاعلامية الا ان تصغي له ولما يقول الى مالا نهاية ، وليس من حقها ان تناقش أو تجادل فيما يتم طرحه من مضامين ربما لايقبل الرأي العام ولا أصول المهنة ان يحاول ( البعض) ممن عدوا أنفسهم سلاطين العصر ان يسيئوا اليها والى المهنة الاخرى التي ارتضوا ان يحملوا لوائها وهي محترمة ، لكن اصحابها لم يحترموا انفسهم عندما لم تحترم مكانة الوسيلة الاعلامية أيا كانت قناة فضائية او اذاعة او صحيفة او أيا من وسائل الاعلام، طالما ان الاعلامي احترم مكانتهم ووضع لهم اعتبارا، و (الضيافة) بحد ذاتها هي (تكريم) للشخض الضيف وليس تشريفا له أو تقديسا لمكانته ، أيا كانت تلك المكانة ، واذا لم يحترم الضيف أصول التعامل مع السلطة الرابعة واصحابها فأنه لن يلقى الاحترام بالتأكيد، وربما سيحصل على نقمة الجمهور ، إن وجد أن الضيف تجاوز كثيرا وحسب نفسه سلطان زمانه الذي لاينبغي لأحد ان يقترب منه أو الرد على ما يقول!!.
ولا ادري لماذا تقدم بعض القنوات على استضافة شخصيات تعرف مقدما انهم لايحترمون مهنة الصحافة ولا يعيرون لها اعتبارا، إذ ما هي المعلومات التي يمكن ان يتم الاستفادة منه، حتى يتم استضافتها، إن كانت مواقفها معروفة ، ولا تحتاج الى براهين او دلالات، ولكن الفأس وقعت في الرأس عندما يكتشف زملاؤنا الاعلاميون انهم كانوا في الاختيار الخاطيء، عندما استضافوا شخصية لم ترتق الى ادب الحوار في ادنى مستوياته!!.
ويبدو أن (البعض) ممن سلطتهم الأقدار ، ومن ظنوا أنفسهم انهم فوق الجميع ، ومن ظنوا أنفسهم أنهم (مختارو العصر) و (فلتات الزمان) ، لم يقدروا ان صاحبة الجلالة هي التاج المرصع وهي من تستحق ان تعامل بالإحترام ، وهي القدح المعلى الذي ليس بمقدور كائن من يكون ان يمسها بسوء او يسيء الى أخلاقيات المهنة وشرفها، ومن لايعاملها بما تستحق من الاحترام ، فلن يكون له قدر سوى في قاع المكانات المتدنية من الاحترام، حتى لاتخسر الصحافة أو صاحبة الجلالة مكانتها العالية، عندما تداهمها اوكار الشر في محاولة للاساءة اليها، ومع كل ما يحصل من تجاوزات وهي قليلة وتكاد تكون لاتتجاوز أصابع اليد ، فأن بريق السلطة الرابعة وبريقها اللامع على الدوام لن تطفأها أصوات نشاز ، ليس لديها بين مجتمعها أي إعتبار!!.