فيروس كورونا اللغز المحير الذي دوخ العلماء وأخاف السلاطين والحكام والسياسيين الفاسدين وبات العالم بأسره تحت رحمته فهو لايهاب دولة عظمى أم صغرى فالكل متساوون لديه مهما كانت اجراءاتهم الوقائية فهو سريع الانتشار ولايفرق بين غني أو فقير أم برلماني أو وزير أم مكلف أو مستقيل أم مرشح جدلي أو غير جدلي .
وبعيدا عن كيفية ظهور وانتشار الفيروس مايهمنا هنا دور بعض وسائل الاعلام السلبي في بث الرعب والهلع بين الناس من اجل مكاسب دنيوية رخيصة على حساب صحتهم وزرع اليأس فيهم
بينما المفترض أن تكون مهمة تلك الوسائل المرئية أو المسموعة أم المطبوعة ، هي نقل الحقائق دون تزييف أو إنحياز لهذه الجهة او تلك ، ولكن كما يبدوا ان الانحياز لهذه الجهة والتحامل على تلك بات ماركة مسجلة لبعض تلك الوسائل وبالتالي اصبح المتلقي في حيرة من أمره فتارة يسمع خبرا في هذه القناة لتسارع الاخرى في نفيه أو تقلل من أهميته وبالتالي اصبح لديه تضارب في المعلومات ومعها ضاعت الحقيقة ، لتدخله تلك الوسائل في دوامة ومتاهات الغاية منها التضليل والترويج لسياستها العدوانية بعيدا عن المصداقية والمهنية التي باتت بالاسم فقط…؟؟؟.
ان بعض الدول اخذت تستخدم وسائل الاعلام كبوق تسوق من خلاله سياساتها المناهضة لمن يخالفها في الرأي وتحقيق ما ترنو إليه، ببذل مبالغ طائلة لتشغيل ماكينتها الإعلامية في حالة حدوث اي حالة او ظاهرة في الدول التي لاتتفق معها أو تعاديها فتقوم بمجابهتها بشتى الوسائل والسبل المتاحة وغير المتاحة من اجل محاربتها والوقوف بالضد منها وماحصل بعد ظهور فيروس كورونا خير شاهد على اتباع تلك السبل من قبل تلك الدول ، فنشاهد وسائل اعلامها صوبت سهامها الى مواطني ذلك البلد من خلال نشر الرعب و الهلع والخوف ومنها ماحصل مع الشعب الصيني والايراني والسعودي ليأتي بعده الشعب العراقي وكأنها تخوض حربا شعواء من خلال التركيز في بث المواد التلفزيونية والاخبار العاجلة والتقارير على تزايد اعداد المصابين وحالات الوفاة وتناست ان الشعب لاعلاقة له بسياسة حكومته وتخلت عن مهنيتها ودورها الانساني في التوجيه والنصح والتوعية والارشاد في ظل تلك الظروف الحرجة التي يمر بها العالم.
والانكى من ذلك ان هنالك دول لديها اكثر من قناة فضائية رسمية فضلا عن اخرى تمدها بالتمويل فمابالك وتفشي فيروس كورونا المادة الاعلامية السهلة التناول في أرض من تعاديها ففي هذه الحالة تحاول بشتى الطرق دس السم بالعسل لاثارة الفوضى وتثبيط معنويات شعبها البريء المغلوب على أمره …!!!!.
هنا يجب ان يبرز دور نقابات واتحادات الصحفيين ومنظمات حقوق الانسان في كل دول العالم من خلال توجيه كافة وسائل الاعلام بضرورة نشر ثقافة التوعية والتركيز على عدد الذين تماثلوا للشفاء مع ذكر العدد الحقيقي للمصابين وبكل شفافية والابتعاد عن اثارة الهلع والرعب بين صفوف الناس من اجل قضايا سياسية ومصالح فئوية ضيقة فضلا عن ايجاد آليات ووضع لوائح يتفق عليها الجميع لمحاسبة كل من يخالف تلك التعليمات بالانذار ومن ثم ايقاف البث والاغلاق واتخاذ اجراءات قانونية رادعة بحق مالك القناة أو الصحيفة أو الموقع ، وان تنصب جهود الجميع من اجل تحقيق الهدف الانساني الاسمى والذي يجب ان يكون جليا في الشدائد والمحن والكوارث ونترك سياسة التسقيط التي سيكون ضحيتها الابرياء فقط اما الحكام الذين لاتهمهم حياة شعوبهم فمن المؤكد لاتهمهم مصالح شعوب الدول الاخرى .
وليكون شعارنا ” الانسانية منطلقا للمصداقية ” هي الاساس ، ونترك ماقاله جوزيف جوبلز ، وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية ” اكذب ، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس” جانبا لان نهايتها كانت الانتحار لقائلها ، وان نقف موقفا موحدا لاننا وكما يقول الفيلسوف اليوناني زينون الإيلي” نحن جميعا نجذف في القارب نفسه ” خاصة مع اعلان منظمة الصحة العالمية ان فيروس كورونا وباء عالميا … والله من وراء القصد …!!!