من الانتخابات البرلمانية
قاسم الغراوي                                 
غالبا مايترقب الشعب العراقي موقف المرجعية من
 الاحداث الجارية والتهديدات الامنية التي تستهدف وجود العراق وكذلك الازمات التي تهدد العملية السياسية برمتها وبحضور المرجعية في الميدان يتبين الخيط الابيض من الاسود لتكون الصورة واضحة لالبس فيها اما الشعب العراقي.

   ومع اقتراب  موعد انتخابات مجلس النواب العراقي يسأل الكثير من المواطنين عن موقف المرجعية الدينية العليا بشأن المشاركة في هذه الانتخابات ليطمئن بالمشاركة من خلال الشروط التي يجب ان تتوفر في الناخب. 
                                                                
ومن خلال متابعتنا لبيان  المرجعية الدينية العليا فانها تشجّع الجميع على المشاركة (الواعية والمسؤولة) في الانتخابات القادمة . وهو تاكيد واضح ان يكون الناخب على بصيرة من امره وان يتحمل المسؤولية عن اختياره الصحيح في ظل تنافس الاحزاب والشخصيات والتكتلات .

واكدت كذلك على ان (الانتخابات تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل يرجى أن يكون أفضل مما مضى) وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي ،وهي تؤكد اختيار طريق الانتخاب كوسيلة للتغيير بعيدا عن التسلط والانسداد السياسي الذي يعقد المشهد السياسي .
وركزت المرجعية على الناخبين (أن يأخذوا العِبَر والدروس من التجارب الماضية ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد)،   كما تؤكد المرجعية على اهمية الانتخابات لإحداث تغيير حقيقي في ادارة الدولة بعد ان فشل السياسيين في ادارتها للاعوام المنصرمة.

كما نوهت المرجعية الدينية العليا على مايشغل الشعب من فساد مستشري لذا اكدت على (إبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها
 الرئيسة)، وهو أمر ممكن إن تكاتف الواعون وشاركوا في التصويت بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك فسوف تتكرر اخفاقات المجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها
والفساد المتغول كما ركز البيان على اختيارات الناخب الصحيحة بعد التحقيق والتمحيص عن شخصية المرشح.

   والمرجعية الدينية العليا تؤكد اليوم ما صرّحت بمثله قبيل الانتخابات الماضية من( أنها لا تساند أيّ مرشح أو قائمة انتخابية على الاطلاق، وأن الأمر كله متروك لقناعة الناخبين) وما تستقر عليه آراؤهم.
وهذا الموقف اكدت عليه اكثر من مرة بانها تقف على مسافة واحدة بين الجميع لافرق بينهم ويتفاضلون بالعمل والنزاهة والحرص على صيانة البلد وخدمة المواطنين.

   واكدت المرجعية على ضرورة نزاهة المرشحين وعلى الناخبين (أن يدقّقوا في سِيَر المرشحين في دوائرهم الانتخابية ولا ينتخبوا منهم الا الصالح النزيه )، الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره ، وعلى قيمه الأصيلة ومصالحه العليا. 

وحذرت واكدت على ضرورة اختيار الاكفا والاصلح في هذه  الانتخابات 
وحذرت المرجعية من صعود (أطرافاً لا تؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم أو تعمل خارج إطار الدستور من شغل مقاعد مجلس النواب)
وهذا تاكيد على ان يكون المرشح مؤمنآ بثوابت الشعب وقد وضحه الدستور في الديباجة بانها ثوابت الاسلام وان يحرص على وحدة الوطن واستقلاله وسيادته وهذه نقطة مهمة تؤكد على ضرورة ان لايكون هناك تدخل  او تواجد اجنبي في العراق لما في ذلك من مخاطر كبيرة على مستقبل البلد.

   كما اكدت المرجعية على القائمين بأمر الانتخابات ( أن يعملوا على اجرائها في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني أو التدخلات الخارجية) ، وكذلك يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين فإنها أمانة في أعناقهم.

بهذا الحضور تؤكد المرجعية على ايمانها بالعملية الديمقراطية وتدعو جميع الشعب العراقي لانتخاب النزيه والاصلح لضمان وحدة العراق واستقلاله وسيادته والقضاء على الفساد وبذلك اسقطت الحجة بعدم المشاركة في الانتخابات بانتظار خلق فوضى وتظاهرات غير منضبطة تحرق الاخضر واليابس .